دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تمكين محققين دوليين من الوصول فورا إلى المقابر الجماعية في قطاع غزة، كما حذر من “تداعيات خطيرة” للهجوم الإسرائيلي المزمع على رفح جنوبي القطاع.
وشدد غوتيريش، في تصريحات للصحفيين اليوم الثلاثاء، على أهمية إجراء تحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية التي اكتشفت في غزة مؤخرا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أول أمس الأحد، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت 6 مقابر جماعية داخل مستشفيات القطاع، وتم انتشال جثامين 454 شهيدا منها، منذ بداية الحرب قبل نحو 7 أشهر.
وانتشلت غالبية تلك الجثامين من المقابر الجماعية التي اكتشفت مؤخرا في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع عقب انسحاب قوات الاحتلال.
وقال غوتيريش “من الضروري أن يُسمح لمحققين دوليين مستقلين بالوصول إلى مواقع المقابر الجماعية في غزة فورا”.
وفيما يتعلق بتداعيات الحرب، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن “وضع الناس في غزة يزداد سوءا يوما بعد يوم”، مشيرا إلى أن الحرب دمرت النظام الصحي، وبعض المستشفيات الآن تشبه المقابر، وفق تعبيره.
وحث غوتيريش إسرائيل وقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع وتيرة إدخال المساعدات إلى غزة وتوفير الأمن للطواقم المرافقة بما فيها فرق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ورحب غوتيريش بإيصال المساعدات جوا وبحرا، لكنه أكد مجددا ألا بديل عن الطرق البرية، داعيا إسرائيل إلى الوفاء بتعهدها بفتح “نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة حتى يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة من ميناء أسدود والأردن”.
وقال إن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة هي انعدام الأمن لفرق الإغاثة والمدنيين، مؤكدا أنه “لا يجوز استهداف القوافل والمرافق الإنسانية والأشخاص المحتاجين”.
وأشار إلى وجود “تقدم تدريجي” من أجل تجنب “مجاعة من صنع الإنسان” في شمال قطاع غزة، لكنه أكد الحاجة الملحة لبذل مزيد من الجهود.
وفيما يتعلق بهجمات جيش الاحتلال، دعا غوتيريش “الدول الحليفة لإسرائيل إلى إقناعها بعدم شن عملية عسكرية برية في رفح”.
وقال إن “الهجوم على رفح سيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة وتداعيات خطيرة على الضفة وكل المنطقة”.
وأضاف أن هذا الهجوم “سيشكل تصعيدا لا يحتمل وسيؤدي إلى مقتل مزيد من المدنيين وسيدفع مئات الآلاف إلى الفرار”.
في الوقت نفسه، ناشد غوتيريش الدول المانحة بتقديم التمويل الذي يسمح باستمرار عمل الأونروا.
وقال إن معظم الدول التي علقت مساهماتها للوكالة، عادت واستأنفتها، لكن “لا تزال هناك فجوة في التمويل”.
المصدر : الجزيرة