دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذّرا من أن القطاع يتحوّل إلى “مقبرة للأطفال”.
وأكد غوتيريش -في تصريح لصحافيين بمقر الأمم المتحدة اليوم الاثنين- أن الكارثة التي تتكشف تجعل الحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار أكثر إلحاحا مع مرور كل ساعة.
وأضاف الأمين العام أن معبر رفح وحده لا يملك القدرة على التعامل مع شاحنات المساعدات بالحجم المطلوب، و”نحن بحاجة إلى دخول مزيد من الغذاء والمياه والأدوية وبالطبع الوقود إلى غزة” مؤكدا ضرورة أن تكون حماية المدنيين ذات أهمية قصوى.
وأضاف غوتيريش “أنضم إلى أسرة الأمم المتحدة في الحداد على 89 من زملائنا في (وكالة) الأونروا قتلوا في غزة”.
ومن جانب آخر، أحصت وزارة الصحة بغزة 10022 شهيدا منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن 70% من الضحايا نساء وأطفال، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 24 مجزرة كبرى راح ضحيتها 243 شهيدا.
وبحسب الوزارة، فإن الحصيلة تشمل أكثر من 4 آلاف طفل، وغالبية القتلى منذ بداية الحرب من المدنيين.
وقال غوتيريش “علينا ألا ننسى أهمية معالجة مخاطر امتداد الصراع إلى المنطقة.. نشهد بالفعل دوامة تصعيد من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن، ويجب أن يتوقف هذا التصعيد”.
المعاناة الجماعية غير الإنسانية
وتابع الأمين العام “أطراف النزاع، وفعليا المجتمع الدولي، يواجهون مسؤولية آنية وأساسية ألا وهي وضع حد لهذه المعاناة الجماعية غير الإنسانية وتوسيع نطاق المساعدات إلى غزة بشكل كبير”.
وأضاف غوتيريش “الكابوس في غزة أكثر من مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة للبشرية”.
وندّد الأمين العام الأممي بمقتل عاملين في وسائل إعلام. وبحسب لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك، قُتل 36 صحافيا وعاملا في وسائل إعلام على الأقل.
وقال غوتيريش “تفيد تقارير بأن حصيلة الصحافيين الذين قتلوا خلال 4 أسابيع تتخطى تلك المسجّلة في أي نزاع منذ 3 عقود على الأقل”.
وجاءت هذه التصريحات لدى إطلاق غوتيريش نداء أمميا إنسانيا لجمع 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون فلسطيني بقطاع غزة وفي أنحاء من الضفة والقدس الشرقية المحتلتين.
وتعبر شاحنات محمّلة مساعدات إلى غزة من مصر عبر رفح، لكن حجم المساعدات لا يزال أدنى من مستوى ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتقول إسرائيل إن تفتيش الشاحنات يستغرق وقتا، كما أنه لا وقود يتم إدخاله.
نقص الوقود
وقال غوتيريش “من دون وقود، سيموت الأطفال حديثو الولادة والمرضى المعتمدون على أجهزة الإنعاش”.
وتابع “السبيل للمضي قدما واضح. وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية الآن. واحترام جميع الأطراف لالتزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي الآن”.
وندّد أمين عام الأمم المتحدة بما “نشهده من انتهاكات سافرة للقانون الإنساني الدولي”.
وقال “توخيا للوضوح. ما من طرف في نزاع مسلّح فوق القانون الإنساني الدولي”.
ولم يشر غوتيريش إلى إسرائيل بالاسم، علما بأنه سبق أن أثار حفيظتها في 24 أكتوبر/ تشرين الأول خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي تطرّق فيها لانتهاكات للقانون الإنساني الدولي مشدّدا على أن “هجمات حماس لم تأت من فراغ” مما دفع مسؤولين إسرائيليين لاتّهامه بتبرير العنف، الأمر الذي نفاه الأمين العام.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية