يستمر الكيان الصهيوني بحملاته العدوانية والهمجية ويسفك دماء الأبرياء دون أي رحمة، فرغم أن أكثر الضحايا من النساء والأطفال، لم يتحرك الضمير العربي والعالمي لإيقاف هذه المجازر اليومية، مشاهد مأساوية لحجم الدمار والخراب الذي حل بهذه المدينة المنسية من قبل المجتمع الدولي، غزة الجريحة التي تدفع أثمان التطبيع وخذلان الحكومات العربية والغربية.
لقد فقد الاحتلال الكثير في عدوانه على الفلسطينيين، فخروج المظاهرات في كل أنحاء العالم سبب له صدمة كبيرة أدت إلى خسارة شعبيته في العالم الغربي والأمريكي، ذاك المارد المزيف انكشف على حقيقته ولم يعد بمقدوره مواجهة أي قوة مقاومة له، فمنذ أن حاول دخول غزة واجه قوة كسرت هيبته وأسقطت جنوده بيت قتيل وجريح.
مرور أيام على هذه الحرب القذرة ضد أصحاب الأرض والتاريخ والكرامة، أوضحت للعالم بأسره بيت العنكبوت الضعيف والهزيل، الذي سقط أمام صمود الشعب الفلسطيني المقاوم، وأسقط معه أحلام واشنطن والغرب في احتلال غزة للهيمنة أكثر على المنطقة العربية وإذلال المسلمين باحتلال مقدساتهم وتاريخهم في القدس والأقصى.
إصرار الكيان الصهيوني على الاستمرار في هذه المعركة رغم كل إخفاقاته، دليل على خوفه وارتباكه أمام العالم بعد أن خطط وصرح بما سيفعله في غزة بعد احتلالها، فإطالة أمد الحرب لم يعد في مصلحته سياسياً وعسكريا وحتى اقتصاديا، وخصوصا بعد خسارته المليارات منذ بداية عدوانه.
لم يكن الاحتلال يتصور أن هناك قوة ستردعه وتمنعه من دخول أمتار إلى أطراف المدينة، وتسحق قواته وآلياته، بل شاهد ما لا يصدق من قوة علمته أن أصحاب الأرض لا يفرون ولا يستسلمون، وأن كل ترويجه وإعلاناته في العالم أصبحت مكشوفة ومفضوحة تؤكد ضعف جيشه المحتلين.