علّق الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، على رسالة الناطق العسكري باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، التي أعلن فيها استمرار معركة “طوفان الأقصى” على أساس “وحدة الساحات” في غزّة والضفة الغربية ولبنان والعراق واليمن وسوريا، داعياً إلى أن يكون شهر رمضان شهر الرعب والقلق على الكيان الإسرائيلي.
وقال الدالي، في حديثٍ إلى الميادين، إنّ خطاب أبو حمزة يأتي في سياق تحضير المقاومة الفلسطينية لـ “طوفان رمضان“، كاشفاً وجود “تعبئة غير عادية في هذا الجانب”.
وأضاف الدالي أن “المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها كانت تدعو إلى هذا الطوفان الكبير خاصةً في شهر رمضان”، ولذلك فإنّ “إسرائيل والولايات المتحدة وأذرعها في المنطقة، تبذل جهوداً كبيرة لإحباط كل هذه الجهود سواءً من ناحية التعبئة أو تحرك الشعوب في هذا الإطار”.
ولفت إلى أنّ “هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكّد أنّ شهر رمضان سيشكل تهديداً وخطراً حقيقياً على كيان الاحتلال الإسرائيلي أولاً، وخاصةً من الضفة الغربية وأراضي الداخل الفلسطيني المحتلة عام 48، وثانياً على الولايات المتحدة الأميركية وعلى مصالحها في المنطقة وتحرك الشعوب الغربية ضدها وضد الدول المشاركة في العدوان، بالإضافة إلى أنّ هناك مؤشرات على تحرك الشعوب الغربية في هذا الاتجاه، وخاصة في مصر والأردن”.
رسائل المقاومة إلى نتنياهو
كذلك، أوضح الدالي أنّ خطاب أبو حمزة “له دلالات ورسائل، خصوصاً في هذا التوقيت المهم جداً، من ضمنها أنّ قيادة المقاومة الفلسطينية ما زالت متماسكة وصامدة وتُدير الميدان بوحدة وكفاءة عالية”.
وأضاف أنّ أبو حمزة أوصل رسالة واضحة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهي أنّ “كل حديثه عبارة عن هراء إعلامي، ولا يعبّر عن الواقع، فالمقاومة في غزة والضفة متماسكة في الميدان ومسيطرة، وموضوع الأسرى ما زال لديها”.
كما أوصل رسالة مفادها أنّ الحديث عن اليوم التالي للحرب ليس لنتنياهو، بل للمقاومة، وأنّ الأخيرة لن تقبل بالتفاوض فقط على الجانب الإنساني مقابل صفقة الأسرى، إذ تؤكّد أنّ لهذه المعركة أثماناً ونتائج سياسية، وفق الدالي.
وبيّن الخبير في شؤون المقاومة للميادين، في هذا السياق، أنّه “لا يوجد أي تقدم في مسار المفاوضات بسبب التعنّت الإسرائيلي، إذ لا نية لنتنياهو التقدم في جانب المفاوضات، لأنّه يعرف أنّ الاستجابة لشروط المقاومة هو نهاية مساره السياسي، لذلك سيلجأ إلى عملية رفح”.
الاحتلال يلجأ إلى الضغط على المقاومة باستهدافه الحاضنة الشعبية
كذلك، تطرّق الدالي إلى موضوع إنزال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، قائلاً إنّها بمنزلة “تغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، التي تجري بأسلحة وصواريخ أميركية، فالولايات المتحدة تزود إسرائيل بمئات الطائرات من الأسلحة والذخائر العسكرية”.
وأكّد أنّ “واشنطن مشاركة في قتل الشعب الفلسطيني بدعم إسرائيل عسكرياً، وباستخدامها الفيتو لوقف إطلاق النار، والتشكيك في المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وأشار، في هذا الخصوص، إلى أنّ “استهداف مراكز الإيواء يأتي بسبب إدراك الاحتلال فشله في مسألة الأسرى، وعدم قدرته على استرجاعهم إلاّ من خلال المفاوضات والالتزام بما تريده المقاومة الفلسطينية”.
كما يدرك الاحتلال أيضاً “أنّه لا يمكنه القضاء على المقاومة الفلسطينية، ولذلك يلجأ إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية من خلال استهدافه للحاضنة الشعبية”، بحسب الدالي.
ولفت أيضاً إلى أنّ “استهداف المنطقة القريبة من مصر في رفح هي رسالة إلى مصر أيضاً، مفادها أنّ الاحتلال لا يحترم السيادة المصرية ولا الأمن القومي المصري، وأنّه مصرّ على القيام بعملية عسكرية في رفح، والعدوان على النازحين هناك”.
يُشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمراً بعدوانه على قطاع غزّة، إذ ارتفعت حصيلة شهداء العدوان إلى 30320 شهيداً و 71533 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لتوغّل الاحتلال في قطاع غزة على مختلف محاور القتال، وخصوصاً على محور خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث يتكبّد الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في صفوفه وآلياته، بفعل عمليات المقاومة العسكرية.