اختصرت الطبيبة جين كراولي العدوان الإسرائيلي على غزة الممتد منذ قرابة نصف سنة بكلمات أربع قالت فيها: “هذه حرب على الأطفال”.
وعملت جين طبيبة أطفال في غزة وشاهدت وعاينت كل ما جرى دون أن يروي لها أحد ذلك.
ونقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في مقال للطبيبة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرم جيلًا من الفلسطينيين من طفولتهم، بعدما عرضهم لعنف ودمار ومجاعة يمارسها بلا هوادة على كل غزة.
واستعرضت الصحيفة البريطانية قصة الطفلة فاطمة ذات الثلاث 3 سنوات التي تعيش في ملجأ تديره وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في رفح، بعد أن قتل والداها وشقيقاها الأكبر سنًا منها، بقصف للقوات الإسرائيلية دمر شقتهم في مدينة غزة.
وظلت فاطمة محاصرة تحت الأنقاض 6 ساعات، كما تروي الطبيبة، ثم أنقذت ونقلت إلى المستشفى حيث بترت ذراعها اليسرى وهي اليوم تعيش في ملجأ مكتظ للأونروا.
وفي الأسبوعين الماضيين، أصيبت فاطمة بنوبتين من الإسهال وهي الآن مصابة بالتهاب في الصدر، وتسأل باستمرار عن والدتها، وتعاني من الكوابيس وتنام بشكل سيئ، بحسب الطبيبة.
ومثل معظم الأطفال في غزة، تعيش فاطمة محرومة من عناصر الرعاية الخمسة 5 حسب الطبيبة، وهي الأمان، والصحة، والتغذية الجيدة، والرعاية، والتشجيع على الاكتشاف، والتعلم من البيئة، مما يؤثر سلبًا على نموها العاطفي والمعرفي، وتترتب عليه آثار مدمرة على مستقبل الأمة الفلسطينية.
وأكدت جين كراولي في مقالها أن فاطمة واحدة من ألف طفل في غزة تيتموا أو انفصلوا عن والديهم خلال الأزمة، وتتم رعايتهم الآن من قبل أشخاص بالغين لا تربطهم بهم صلة قرابة، ويعانون هم أنفسهم من ضغوط شديدة، مثل 1.7 مليون من السكان تم تهجيرهم من منازلهم ويعيشون في عنف مستمر وانعدام أمن اقتصادي وانعدام خصوصية.
ويشكل النساء والأطفال ما يقرب من 70% من أكثر من 32 ألف وفاة حتى الآن، حيث قتل أكثر من 13 ألف طفل في غزة.
وقد أثار الموضوع ردودًا وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
فكتب عبد المنعم يقول: “كل إنسان سوي لا يصدق ما يحدث من جرائم شنيعة في غزة فاقت كل وصف مؤلم!”.
أمّا الدكتور محمد وهو من الكويت يكتب من غزة: “كل ما قيل لك ووصلك عن غزة فالواقع جدًا أسوأ وأصعب”.
من جهته كتب روديان: “أوقفوا الإبادة الجماعية الإسرائيلية!”.
المصدر : العربي