كان الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى” هجوماً عنيفاً ومباغتاً استهدف مواقع لجيش الاحتلال في غلاف قطاع غزة. وتمكنت المقاومة من السيطرة على قواعد عسكرية كبيرة ونقاط المراقبة للاحتلال المنتشرة على الحدود. وسيطرت وحدات كوماندوس تابعة للمقاومة على نحو 20 مستوطنة اسرائيلية داخل ما يسمى “الخط الأخضر”.
أسفرت هذه العملية غير المسبوقة عن مقتل أكثر من 2000 عسكري ومدني اسرائيلي، وسقوط نحو 4000 جريح من بينهم العديد من كبار الضباط ، كما أسرت المقاومة أكثر من 130 إسرائيلي، مما أدى إلى انهيار استراتيجية المحتل في التعامل مع غزة فضلاً عن كشف الفشل الذريع لمختلف مكونات جيش الاحتلال العسكرية والأمنية.
هذا الهجوم المباغت الذي شنّه المقاتلون الفلسطينيون تسبب بشلل القيادة العسكرية والسياسية للاحتلال وأفقده توازنه، إذ فشلت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان) والمخابرات العسكرية (شاباك) في توقع العملية، وهذا ما زاد من مرارة الفشل الاستخباراتي للكيان الصهيوني وكشف هشاشة الجدار الأمني الذي بناه حول غزة.
يمثّل مصير الأسرى الذين تحتجزهم “حماس” عقدة مهمة في حسابات العملية العسكرية التي يعتزم الاحتلال تنفيذها في غزّة. فقد وصل عدد الأسرى في حوزة المقاومة الفلسطينية من المدنيين والعسكريين الاسرائيليين إلى حوالي 130 أسير، وهو أكبر عدد على الإطلاق يقع في يد المقاومة الفلسطينية في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وهذا أمر يضعف تحرك الاحتلال ضد غزة ويقيد حركتها.
إن الحالة الهمجية المتخلفة التي تسود في نفوس الاحتلال وتنادي بمزيد من العنف والعدوان وارتكاب مزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، لن تخضع الشعب الفلسطيني في غزة أو في أماكن تواجده الأخرى، ولن تكسر إرادته، وسيبقى يناضل من أجل نيل حريته من الاحتلال.