قالت واشنطن بوست إن هيئة رائدة في مجال الطوارئ الغذائية في العالم أكدت في تقرير مهم أن المجاعة ضربت بالفعل شمال قطاع غزة، وهي تهدد بالانتشار عبر القطاع المحاصر، مما سيدفع 2.2 مليون فلسطيني إلى أزمة غذائية هي الأوسع والأشد خطورة في العالم.
ورصد التقرير الجديد الصادر عن مجموعة من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية المعروفة باسم “مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، الوضع المزري في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات كارثية من المجاعة.
وبحسب تقرير تلك الجمعيات، تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد واتسع في قطاع غزة، بالمقارنة مع التحليل السابق الذي أصدرته في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي التصنيف المكون من 5 مستويات للأزمات الغذائية بحسب “المبادرة”، جاءت غزة في المستوى الأخطر (رقم 5) حيث إن الغزيين “يتضورون جوعا”، ويواجهون خطرا متزايدا بالإصابة بسوء التغذية الحاد والوفاة.
وبالتالي -بحسب التقرير- “فإن وجود أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة في التصنيف الدولي الخامس أمر غير مسبوق”، وأضافت “هذه أزمة من صنع الإنسان بنسبة 100%، فلا يوجد إعصار ولا عاصفة، ولا توجد فيضانات ولا جفاف طويل الأمد من عام لآخر”.
ومن المرجح -كما تقول الصحيفة- أن يزيد التقرير من حدة الانتقادات المتزايدة الموجهة لإسرائيل من قبل حكومات الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الأبعاد القاتمة للأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، وقد قال المستشار الألماني أولاف شولتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إنه “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الفلسطينيين يتضورون جوعا”.
كما أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين، أن إسرائيل تخلق المجاعة في غزة وتستخدمها “كسلاح حرب”، وأوضح “لم نعد على شفا المجاعة”.
ونقلت واشنطن بوست عن مؤمن الحرثاني (29 عاما) وهو من سكان بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وصفه كيف يأكل الناس في الشمال الحشائش والنباتات من أجل البقاء، وقال “لا يوجد أرز ولا سكر ولا فاصوليا ولا عدس ولا فواكه ولا خضراوات. الناس يأكلون علف الحيوانات والماشية”.
وتنتشر المجاعة في غزة بعد أن دمرت إسرائيل جميع أجزاء النظام الغذائي في القطاع، من الفواكه والخضراوات والماشية والأسماك التي تتم تربيتها في المزارع، إلى المخابز والمصانع التي تنتج الخبز ومنتجات الألبان.
وقالت الصحيفة الأميركية إن تقرير “مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي” ذكر أن نسبة الأراضي الزراعية المتضررة زادت من 25% إلى 60% خلال 3 أشهر، مشيرا إلى أن أكثر من 300 حظيرة، و100 مخزن زراعي، و46 منشأة تخزين زراعية، و119 حظيرة للحيوانات، و200 مزرعة، بالإضافة إلى أكثر من 600 بئر تستخدم للري، تم تدميرها، في حين تم التخلي عن معظم الماشية أو ذبحها أو بيعها.
وخلال شهر رمضان المبارك قال سكان غزة إن صومهم مستمر منذ شهور، وأوضح الحرثاني أنه فقد منذ بدء الحرب حوالي 60 رطلا من وزنه.
ونقلت واشنطن بوست عن ماكسيمو توريرو كولين، كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، قوله إن “تصاعد الأعمال العدائية أدى إلى توقف إمدادات المياه والغذاء والوقود، مما تسبب في انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالغذاء، بما في ذلك إنتاج الخضراوات وإنتاج الماشية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية”.
المصدر : الجزيرة