جمعت صحيفة “SMH” الأسترالية، في مقال، عدداً من الآراء من شخصيات وفعاليات أسترالية متعددة، انتقدت الصحيفة، من خلاله، تحالف “أوكوس” AUKUS الأمني الاستراتيجي، والذي يضمّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا.
وقال ستيفاني دوريك، في المقال، إنّ “حتمية الحرب” مع شريكنا التجاري الرئيسي، الصين، هو أمر تغذيه الدعاية التي تقودها الولايات المتحدة، وهذا يصبّ في مصلحة واشنطن، وليس مصلحة سيدني”.
وأضاف دوريك: “في الوقت نفسه، هناك كل الأسباب التي تجعل أستراليا رائدة في منطقتنا للسلام الذي تحقق من خلال التعليم والصحة والتجارة، وأيضاً من خلال العمل المناخي التعاوني والمبتكر”، متابعاً: “كان لدينا خيار، مفاده أن نكون قوة غير حزبية من أجل الخير. لماذا لا نتبعه؟”.
بدوره، قال ستيفين غي إن “رئيس الوزراء الأسترالي السابق، سكوت موريسون، قدم هذه البطاقة الجامحة لمحاولة هزيمة حزب العمال والفوز في انتخابات أخرى”.
وأضاف أنه “لسوء الحظ، وافق حزب العمال، على ذلك. والآن، أستراليا عالقة مع هذا الكأس السامّ: إعطاء شيك على بياض للولايات المتحدة، ومصادرة استقلالنا، وشراء أيديولوجية الحرب العالمية الثانية”.
أما باري لانغ، فقال، من جهته، إنّ “صفقة الغواصات تتم بتكلفة مذهلة، لكن أستراليا للأسف ليس لديها حتى شبكة طاقة تخدم احتياجاتها في فترة الانتقال المتجددة، ولا خطة بنى تحتية للفيضانات بسبب تغير المناخ”، مضيفاً أنّ ما يجري خطأ كبير، مشيراً إلى أنّ “التهديد الرئيس (تغير المناخ) يحصل على بضعة مليارات، لكن الغواصات تحصل، في عشرين عاماً، على جبل من الذهب”.
من جهته، تساءل برايان هايزمان: “ماذا سنفعل بثماني غواصات زائدة على الحاجة؟ هل سنحولها إلى سفن سياحية؟”.
روسيا والصين تنتقدان تحالف أوكوس
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي للحركة الدولية، “محبّي روسيا” في موسكو، إنّ “اتفاق الغواصات ضمن تحالف أوكوس سيؤدي إلى “مواجهة تستمر أعواماً في آسيا”.
وسبق أن أكد لافروف، في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أنّ “تحالف أوكوس يقضم أشكال التعاون في منطقتَي آسيا والمحيط الهادئ”.
من جهتها، دانت الصين، اليوم الثلاثاء، “الطريق الخاطئ والخطر” الذي تسلكه الشراكة المبرمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ضمن برنامج الغواصات الهادف الى مواجهة نفوذ بكين في المحيط الهادئ.
وفي أول رد فعل لها على الاتفاق، ندّدت الصين ببرنامج التعاون الضخم (تحالف أوكوس)، محذّرةً من أنّ الاتفاقية تمثّل “طريقاً خاطئاً وخطراً”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إنّ “صفقة الغواصات الأميركية الأسترالية البريطانية تنتهك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وأضافت أنّ “هذه الشراكة، التي أُبرمت أمس الإثنين، والمعروفة باسم تحالف أوكوس، ستؤدي إلى إبدال أستراليا أسطولها من الغواصات التي تعمل بالديزل بجيل جديد من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي”.
كما اتهمت بعثة الصين في الأمم المتحدة الحلفاء الغربيين بـ”عرقلة جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية”.
ورأت أنّ هذا الاستبدال سيحدث أولاً عن طريق شراء غواصات أميركية، ثم صنع نوع جديد من الغواصات في الأراضي الأسترالية، بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا”.
وأمس الإثنين، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعاً يرئيسي الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والأسترالي، أنتوني ألبانيزي، في قاعدة سان دييغو البحرية في ولاية كاليفورنيا، من أجل “وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية، تزود بموجبها الولايات المتحدة أستراليا بغواصات تقليدية تعمل بالطاقة النووية، استناداً إلى اتفاقية أوكوس الثلاثية بينهم.
وكشفت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تفاصيل خطة مشتركة تهدف إلى إنشاء أسطول جديد من الغواصات، التي تعمل عبر الطاقة النووية، بغية مواجهة “نفوذ” الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبموجب اتفاق “أوكوس”، سوف تحصل أستراليا، على أول غواصة تعمل بالطاقة النووية، من بين ثلاث على الأقل، من الولايات المتحدة.
ويعمل الحلفاء أيضاً على تشكيل أسطول جديد يستعين بأحدث التقنيات المتطورة، من بينها مفاعلات رولز رويس البريطانية الصنع.
وأعلنت واشنطن، في 16 أيلول/سبتمبر 2021، تشكيل تحالف أمني استراتيجي، يسمى “أوكوس”، في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ، يضمّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأستراليا.
ودخلت اتفاقية “أوكوس”، الموقعة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، حيز التنفيذ في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وجاء إعلان المعاهدة الأمنية الجديدة، خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، وشارك فيها، عبر الفيديو، كلّ من رئيسي الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي السابق، سكوت موريسون. وكانت الثمرة الأولى لهذا التحالف حصول أستراليا على أسطول من الغواصات، التي تعمل بالدفع النووي.