أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، دميتري بوليانسكي، أنّ الولايات المتحدة باستخدامها حق “الفيتو” ضد مشروع القرار الذي قدّمته المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، “حكمت بالإعدام على آلاف المدنيين”.
وقال بوليانسكي خلال جلسة تصويتٍ في مجلس الأمن الدولي: “لن نبالغ إن قلنا إنّ اليوم هو من أحلك الأيام في تاريخ الشرق الأوسط، فزملاؤنا في الولايات المتحدة حكموا أمام أعيننا بالإعدام على الآلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، بعرقلتهم الدعوة لوقف إطلاق النار”.
وأكّد بوليانسكي أنّ التاريخ لن ينسى تصرفات واشنطن في هذا الصدد.
وتابع نائب المندوب الروسي قائلاً إنّه “يمكنكم أن تتفوهوا بأي عددٍ تريدونه من الكلمات الفارغة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والسلام والأمن وبعض القواعد، لكننا رأينا ثمنها الحقيقي الآن، عندما اختار عضوان من مجلس الأمن أن يظلا متواطئين في هذه الإبادة التي ترتكبها إسرائيل”.
ومن جانبه، أيّد مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، جانغ جون، مشروع القرار العربي بقوة كوسيلة لإنقاذ الأرواح، وعاب على الولايات المتحدة استخدام الفيتو، قائلاً إنّ الإعراب عن الحزن على المدنيين واستخدام الفيتو لمواصلة القتال هو “منتهى النفاق”.
وأشار جون إلى أنّ “وقف النار يساعد على حل الدولتين لإقامة سلام دائم في الشرق الأوسط”، لافتاً إلى أنّ “استمرار الحرب من شأنه زيادة انهيار الأمن في المنطقة، وعلى مجلس الأمن تولي مسؤولياته بدون تباطؤ”.
كذلك، دعا “إسرائيل” لوقف سياسة العقاب الجماعي التي ترتكبها بحق سكان قطاع غزة، كما وصف ما يحدث بالـ”كارثة إنسانية”، مؤكداً أنّ “أي تباطؤ يعني المزيد من سفك الدماء”.
ومن جهته، أكّد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أنّه لا يمكن استخدام “الفيتو” في الأمم المتحدة للسماح بالمجازر، مشيراً إلى أنّه لكي “تتألق الديمقراطية والسلام في القارة الأميركية، لا يمكن لأميركا أن تسمح بالإبادة الجماعية في أي مكانٍ في العالم”.
أمير عبد اللهيان: الدعم الأميركي للاحتلال سيوسّع الحرب
بدوره، أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنه طالما أنّ واشنطن تدعم جرائم الاحتلال واستمرار الحرب، فلن يقتصر نطاق الحرب على الوضع الحالي فقط، بل سيتوسع، مشيراً إلى احتمال حدوث انفجار “لا يمكن السيطرة عليه” في الوضع في المنطقة.
وفي مكالمةٍ هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ثمّن الوزير الإيراني قيام الأخير بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتطورات في فلسطين والإبادة الجماعية في غزة، واصفاً إياه بـ”العمل الشجاع”.
ويأتي ذلك، بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في تبنّي مشروع قرار قدمته المجموعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي برعاية قياسية بلغت 100 دولة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من نيله 13 صوتاً، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع القرار.
ويدعو مشروع القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، كما أكّد ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات بكميات كافية إلى القطاع المحاصر ومن كل المعابر.
يُذكر أنّ بريطانيا امتنعت عن التصويت، أما مندوب فرنسا، فرانسوا دي ريفيير، فإنّه أسف لعدم تبنّي القرار وتمنى لو أنّه تضمّن إدانةً لـ”حماس”.
في غضون ذلك، أكد مصدر أممي لوكالة “سبوتنيك”، أنّ وفداً من مجلس الأمن الدولي يعتزم زيارة معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة يوم الاثنين المقبل.
وأضاف المصدر أنّ الوفد المتجه إلى المعبر سيضم المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا.
أكسيوس: واشنطن لا تضغط على الفرامل
وفي سياقٍ متصل، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي نقلاً عن مسؤولٍ إسرائيلي، أنّ الولايات المتحدة لا “تضغط على الفرامل” أو تمنح “إسرائيل” مهلة محددة لوقف العملية العسكرية في غزة، لكنها تشير إلى حقيقة أنّ الوقت ينفد.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنّ الولايات المتحدة ستكون راضية إذا أنهت “إسرائيل” المرحلة عالية الكثافة من العملية بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر ، بينما تهدف “إسرائيل” إلى نهاية كانون الثاني/يناير.
وأوضح المسؤول أنّ “رسالة الولايات المتحدة هي أنهم يريدون منّا أن ننتهي بشكل أسرع، مع عددٍ أقل من الضحايا المدنيين والمزيد من المساعدات الإنسانية لغزة”، مضيفاً: “نحن نريد الأمر نفسه، لكن هناك لاعب آخر هنا وهذا هو العدو الذي لا يوافق”.
وتابع بالقول إنّ “الولايات المتحدة تفهم هذا، نحن نعمل معاً. نحن بحاجة إليهم وهم بحاجة إلينا”.