قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الإثنين، إن “موسكو مستعدة لسماع ما ستقوله الولايات المتحدة بشأن عدم نشر صواريخ على الأراضي الأوكرانية”.
وأشار ريباكوف إلى أنه “لا يمكن إجراء حوار بناء خلال مفاوضات الضمانات الأمنية في جنيف إلا في سياق مراجعة قرارات قمة بودابست بشأن مستقبل أوكرانيا في حلف الناتو”.
وحذر من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قد يشهدان تدهوراً في الوضع الأمني إذا لم يبديا اهتماماً بالحوار معها بشأن الضمانات الأمنية.
وقال ريباكوف قبيل انعقاد مفاوضات الضمانات الأمنية في جنيف: “سنستمع لما يقولون. لكن هذا يجب أن يوضع في سياق أوسع، هل هم مستعدون لضمان سحب قرار قمة بودابست في عام 2008؟ هل هم مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لعدم انضمامها ودول أخرى إلى حلف الناتو؟”.
وأضاف ريابكوف: “لدي توقعات متشائمة حول هذا الشأن، لكننا سنشرح بإصرار أنه من دون حل هذه المهمة الرئيسية، فإنه لن يكون هناك حوار مثمر”.
واستبعدت روسيا، أمس الأحد، تقديم “أي تنازل” قبيل بدء محادثات في جنيف مع الولايات المتحدة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا، فضلاً عن السعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا.
وقال ريابكوف أمس “لن نقبل بأي تنازل. هذا أمر مستبعد تماماً”، مضيفاً: “خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضاً”.
وكان مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قال في وقت سابق، إن الجانب الأميركي مستعد لمناقشة بعض جوانب المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية، بما في ذلك عدم نشر صواريخ على أراضي أوكرانيا، في حين حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا، قبل بدء المحادثات، من خطر “مواجهة”.
وقال لشبكة “سي إن إن” إن “هناك مساراً للحوار والدبلوماسية لمحاولة حلّ بعض هذه الخلافات وتجنّب مواجهة”، لافتاً إلى أنّ “المسار الآخر هو مسار المواجهة والتبعات الهائلة على روسيا في حال جدّدت اعتداءها على أوكرانيا. نحن بصدد تقييم أي مسار يستعدّ الرئيس (فلاديمير) بوتين لاتخاذه”.
والتقت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان بنظيرها الروسي سيرغي ريابكوف في جنيف أمس الأحد، حيث ناقشا القضايا الثنائية التي سيتناولها الجانبان خلال الاجتماع الاستثنائي لحوار الاستقرار الاستراتيجي اليوم الإثنين 10 كانون الثاني/ يناير.
ومن المقرر أن ينطلق اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء المقبل، في بروكسل، ومن ثم لقاء الخميس في فيينا مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتتهم الدول الغربية وكييف، روسيا، بحشد نحو مئة ألف جندي عند حدود أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل. وقد هدّدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات “هائلة” وغير مسبوقة في حال هاجم جارته. وقد تصل هذه الإجراءات إلى حدّ منع روسيا من التعامل مع النظام المالي العالمي أو منع وضع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الذي تريده موسكو بقوة، في الخدمة.
من جهتها، تنفي روسيا هذه الاتهامات، وتؤكد أنها “لا تخطط لشن هجوم على أي بلد”، وتقول إنها مهدّدة من الحلف الأطلسي الذي يسلّح كييف وينشر طائرات وسفناً في منطقة البحر الأسود.
هذا وتعارض روسيا بشكل خاص أي توسع للحلف في الدول المجاورة لها، مثل أوكرانيا، وترغب في الحصول على ضمانات قانونية من شأنها استبعاد مثل هذا الاحتمال مستقبلاً.