أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، اليوم الجمعة، أنّها ستزود أوكرانيا بحزمة جديدة من المساعدات العسكرية، تقدّر قيمتها بـ 800 مليون دولار، من بينها ذخائر عنقودية.
وقال البنتاغون: “ستزود هذه الحزمة أوكرانيا بأنظمة مدفعية وذخيرة إضافية، بما في ذلك الذخائر التقليدية المحسنة الثنائية الغرض، والفعالة للغاية والموثوقة (عنقودية)، والتي أجرت الإدارة مشاورات مكثفة مع الكونغرس وحلفائنا وشركائنا”.
وتشمل الحزمة ذخائر دفاع جوي إضافية، ومركبات مدرعة، وأسلحة مضادة للدروع، ومعدات أخرى، “لمساعدة أوكرانيا في حماية شعبها ومواجهة حرب العدوان الروسية المستمرة”.
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، إنه اتبع توصية البنتاغون بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، “وإن القرار كان صعباً للغاية”.
وفي أول تعليق رسمي روسي، على إعلان واشنطن تزويد كييف بالقنابل العنقودية المحظورة، أكّد النائب في مجلس الدوما الروسي عن القرم، سيرغي تسيكوف، أنّ استخدام القنابل العنقودية الأميركية في أوكرانيا، يمكن أن يتسبب بموت جماعي للسكان المدنيين.
وقال تسيكوف إنّ “استخدام الذخائر العنقودية الأميركية في أوكرانيا، يمكن أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين”، معبّراً عن أمله في “أن تعمل قواتنا المسلحة على تدمير هذه الذخائر قبل المباشرة باستخدامها”.
كييف والقنابل العنقودية
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنّ واشنطن تنوي تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية بشكلٍ مؤقت إلى غاية 2024، من أجل تغطية العجز الذي تعانيه قوات نظام كييف في الذخيرة.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أنّ القيام بهذا الأمر يعتبر “إجراءاً مؤقتاً”، ريثما يتم ترميم النقص الذي تعانيه قوات كييف في الذخيرة التقليدية، حيث يتوقع ترميمها في ربيع العام المقبل.
وأبرزت “نيويورك تايمز” أن ألمانيا والنمسا أعلنتا معارضتهما الفعلية لنقل القنابل العنقودية إلى أوكرانيا، كما أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة موقفه المعارض لهذه الأسلحة المحرمة دولياً.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إنّ “مثل هذه الذخائر تقتل البشر وتشوههم لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع.. لذلك يجب وقف استخدامها على الفور”.
وأكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمس الخميس، أنّ نية الولايات المتحدة الأميركية بإرسال قنابل عنقودية إلى القوات الأوكرانية ستكون بمثابة “خطوة أخرى نحو التصعيد”.
من جهته، كشف المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، عن نية بلاده اختيار قنابل عنقودية لأوكرانيا، زاعماً أنها “ستشكل أقل قدر ممكن من التهديد للسكان المدنيين”.
وعادةً ما تطلق الذخائر العنقودية، التي تحظرها أكثر من 120 دولة، عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة الأقل حجماً لتقتل أشخاصاً على مساحة كبيرة بشكلٍ عشوائي، ما يهدّد حياة المدنيين.
وتعدّ الذخائر العنقودية خطرة، لأنّها تنثر “قنابل صغيرة” عبر مناطق شاسعة يمكن ألا تنفجر عند الاصطدام، لكنها قد تشكل خطراً طويل الأمد لأي شخص يواجهها، على غرار الألغام الأرضية.