أكّد رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي، اليوم الثلاثاء، أنّ “الهجمات الفلسطينية والحوادث الأخيرة ألحقت خسائر فادحة بإسرائيل”.
هليفي أشار إلى أنّه “يجري التحقيق في الأحداث الأخيرة ودراستها في قطاع قيادة المنطقة الوسطى”.
بدوره، قال الضابط في احتياط الاحتلال، ألون إبيتار لـ”القناة 13″، إنّ “إسرائيل لا تواجه انتفاضة، بل تواجه حدثاً أصعب ويشكّل تحدياً كبيراً، إذ إنّ الحديث الآن عن عمليات ينفّذها أفراد بسلاح ناري، فيما هناك الكثير ممن يريدون الانضمام إلى ذلك”.
كذلك، علّق اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي أيال بن رؤوفين، على العمليات الفدائية في فلسطين المحتلة، قائلاً إنّ “ما نشهده هو مأساة بعد مأساة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد مقتل مستوطن إسرائيلي إثر إطلاق نار في عملية فدائية في أريحا، أمس الاثنين، وسبقت هذه العملية بيوم عملية إطلاق نار قرب بلدة حوارة التابعة لنابلس، والتي أدّت إلى مقتل مستوطنَيْن.
وأضاف بن رؤوفين، في السياق، أنّ “إسرائيل تواجه موجة عمليات قاسية مع سقوط 14 قتيلاً في شهر، فيما تشير التقديرات إلى أنّ هذه الموجة ما زالت في طريقها نحو الصعود حتى شهر رمضان”.
ورأى بن رؤوفين “نحن في فيلم لم نشاهده من قبل، فعندما أرى ما يحدث على الأرض إلى جانب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الأحداث، وكيف تعمل الحكومة، فإنّ كلمة القلق من هذا الوضع هي كلمة صغيرة، بل الأمر فظيع ومخيف”.
وأكّد بن رؤوفين، أنّ “التخريب الذي حدث في حوارة من قبل المستوطنين هو فشل كبير”، مشيراً إلى أنّ “وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي كان حتى وقت قريب قائد هؤلاء، هو المسؤول عن سلوك المستوطنين، وأيضاً وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وختم اللواء في احتياط الاحتلال قائلاً: إنّ الشعور العام الآن هو أنّ “كل شيء ينهار”، داعياً نتنياهو إلى “أن يكون رئيس حكومة حقاً، إذ إنّ ما تشهده إسرائيل حتى الآن هو فشلٌ مطلق”.
وهاجم المستوطنون الإسرائيليون، مدعومين بقوات من الاحتلال، بلدة حوارة من جديد، بعد أن أحرقوا عشرات البيوت والسيارات بحماية من شرطة الاحتلال، الأحد، في إثر مقتل مستوطنين اثنين، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين.
وقال محلّلون إسرائيليون، إنّ ما حدث في منطقة حوارة، جنوبي نابلس، ليل الأحد، يدلّ على فشل المؤسستين الأمنية والعسكرية في احتواء الأمور، محذّرين من أنّ ذلك قد يؤدي إلى تصعيد صعب وإشعال الضفة، وهو السيناريو نفسه الذي سبق للجهات الاستخبارية الإسرائيلية أن حذّرت منه.
“إسرائيل فقدت الردع”
بدورها، علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على عملية أريحا، التي جرت أمس، مشيرةً إلى أنّ “ما حدث هو بالضبط الأمر الذي تخاف منه المؤسستان الأمنية والعسكرية، (وفق قاعدة) عملية تتبع عملية”.
وقال اللواء في احتياط الاحتلال، ورئيس “الموساد” السابق، داني ياتوم، إنّ هذه العملية تُظهر أنّ “إسرائيل فقدت الردع”.
ورأى أنّ “حقيقة أن يقوم فلسطينيون، في ضوء النهار، بتنفيذ عمليات، حيث يوجد كثير من الناس، ثمّ ينجحون في الفرار، تشير إلى أنّه يجب القيام بعمل مُضنٍ لإعادة الردع”.
من جانبه، أكّد مراسل الشؤون العسكرية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، أور هيلر، أنّ “نجاح الفلسطينيين، في حوارة، يشجّع خلايا إطلاق نار أخرى على الخروج في مناطق متعددة مع السلاح إلى مفترقات الطرق. والحديث هنا بصورة محدَّدة عن منطقة أريحا”.
الجدير ذكره، أنّ عمليتي أريحا وحوارة، جاءتا في وقت تستنفر حكومة الاحتلال الإسرائيلي أجهزتها الأمنية والعسكرية بأذرعها المختلفة بشكل كبير، بعد توقعات استخبارية رجّحت أن ينفذ الفلسطينيون عمليات انتقامية لشهداء مجزرة نابلس التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية الأسبوع الفائت، وأدّت إلى ارتقاء 11 شهيداً فلسطينياً وعشرات الإصابات.