تسود مواقع التواصل السعودية، حالة من الغضب، إزاء إقامة الحفلات الصاخبة خلال أيام ذي الحجة (فريضة الحج).
وعبر مغردون عن غضبهم من سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، ورئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ في نشر الفساد والانحلال بالمملكة.
وطالبوا ولي العهد بوقف الحفلات الصاخبة، مراعاة لحرمة شهر ذي الحجة وأداء فريضة الحج في بلاد الحرمين.
“السعودية دخلت حقبة ما بعد الوهابية، رغم أن الخطوط الدينية الدقيقة للدولة لا تزال في تغيير مستمر”.. بهذه الكلمات تحدثت وكالة “فرانس برس” عن التغييرات التي تشهدها المملكة وترك قضايا المسلمين.
وقالت إن “المملكة المحافظة تسعى إلى التخلص من صورة التشدد الديني” مشيرة إلى أن القرار الأخير بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية على رفع الأذان والإقامة للصلاة، أثر جدلا في “المملكة المحافظة”.
ولطالما كان رفع الأذان وقت الصلاة يتم عبر المكبّرات وبصوت مرتفع في البلاد، كما تبث عبر المكبرات الخطب الدينية في المساجد إلى خارجها.
ومن الواضح أن القرار الجديد يندرج في إطار التغييرات التي يقوم بها ولي العهد محمد بن سلمان، والهادفة إلى تحديث المملكة المحافظة بعد ارتباط اسمها طويلا بالتشدد الديني.
وأصدرت وزارة الأوقاف، الشهر الماضي، قرارا يقضي بـ”ألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت” في المساجد.
ويمنع استخدامها في كل ما عدا ذلك من خطب وتلاوة القرآن.
وأثار القرار غضب الكثير في المملكة واستغربوا كيف يُمكن الشكوى في بلد الحرمين الشريفين من أصوات الخطباء والمقرئين والمصلّين بينما ترتفع أصوات الموسيقى والحفلات.
وطالب مستخدمون بمنع الموسيقى الصاخبة في المطاعم التي كانت ممنوعة في السابق وأصبحت اليوم أمرا عاديا.
ويستبعد متابعون أن تتراجع السلطات عن قرارها، مشيرين إلى أن الإصلاحات التي تقوم بها لفترة ما بعد النفط لها الأولوية اليوم.
وترى “كريستين ديوان” من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أنه “ليس من المبالغ فيه القول إن السعودية دخلت حقبة ما بعد الوهابية، رغم أن الخطوط الدينية الدقيقة للدولة لا تزال في تغيير مستمر”.
وبحسب “ديوان”: “الدين لم يعد لديه حق النقض على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسة الخارجية”.
وبموازاة ذلك، يبدو هناك نوع من التلاشي في مواقف المملكة من قضايا المسلمين حول العالم.
ويقول دبلوماسي غربي في الخليج: “في السابق كانت السياسة الخارجية مدفوعة بالعقيدة الإسلامية التي تقول إن المسلمين مثل جسد واحد”.
لكنها الآن قائمة على سياسة عدم التدخل المتبادل: لا نتحدث عن كشمير ولا الإيغور، ولا تتحدثون عن (جمال) خاشقجي.
وتعهّد ولي العهد بالقضاء على التطرّف الإسلامي، لكن بين التوقيفات التي قامت بها السلطات في السنوات الأخيرة، كثيرون ممن كانوا ينادون بالاعتدال ومعارضون.
وتقول “ديوان” إن ولي العهد السعودي “تمكّن سياسيا من القضاء على منافسيه، بما في ذلك أولئك الذين شاركوه أهداف الإصلاح الديني”.