تشهد الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل خلافًا حادًا حول خطة احتلال قطاع غزة، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تُدخل إسرائيل في “بئر أسود يشبه فيتنام”، وفقًا لرئيس الأركان إيال زامير.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي (الكابينت) يوم غد الخميس لمناقشة الخطة العسكرية المرتقبة.
وتفيد القناة 12 الإسرائيلية بأن الخطة تبدأ باحتلال كامل لمدينة غزة، مع مطالبة سكانها البالغ عددهم نحو 900 ألف نسمة بالمغادرة، وستُسبق العملية بأسابيع من التحضيرات اللوجستية، بدعم أمريكي لتوفير غطاء إنساني.
بديلان عسكريان ورؤى متضاربة
قالت القناة الـ12 العبرية، إنه من المتوقع أن يعرض رئيس الأركان إيال زامير بديلين عسكريين على المجلس، مع تأييده لأحدهما، وهو يرى أن احتلال كامل القطاع قد يكون محفوفًا بمخاطر كبيرة.
وفي المقابل، يميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تأييد خيار الاحتلال، ولو كان جزئيًا، كما يميل وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى دعم موقف نتنياهو، لكنه أبدى استعداده للاستماع إلى بدائل أخرى.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن رئيس الأركان عرض خطة رئيسية يري أنها الأنسب في المرحلة القادمة، وتتمثل في تطويق مدينة غزة والمخيمات لعزل القتال، مع استخدام قوة نيران كبيرة لإضعاف قدرات “الحركة”، مع تنفيذ عمليات دخول مستهدفة لتقليل المخاطر على المحتجزين والقوات الإسرائيلية، والعمل بحذر شديد من التورط في عمليات عميقة بمدينة غزة المليئة بالعبوات الناسفة.
انقسام سياسي
كشف مسؤول إسرائيلي كبير عن تخوفات من عدم وجود حل سياسي واضح لمستقبل القطاع، كما حذرت مصادر سياسية من أن أي تحرك عسكري واسع النطاق لن يحقق أهدافه دون وجود حل سياسي.
من جانبه، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير رئيس الأركان إلى الالتزام الكامل بقرارات القيادة السياسية. في حين دافع وزير الخارجية جدعون ساعر عن حق رئيس الأركان في التعبير عن موقفه المهني دون تردد.
وعلى صعيد المعارضة، صرح زعيمها يائير لابيد بأنه أبلغ نتنياهو بأن احتلال غزة “فكرة سيئة للغاية”، وأن الشعب الإسرائيلي “غير مهتم بهذه الحرب”، محذرًا من “ثمن باهظ جدًا” قد تدفعه إسرائيل.