شهد الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة لبحث خطر المجاعة في قطاع غزة مطالبات عديدة لإسرائيل بألا تعرقل وصول المساعدات إلى القطاع، وأن تكف عن استهداف المنظمات الإنسانية، وذلك بعد مقتل فريق منظمة المطبخ المركزي العالمي بغارة إسرائيلية.
وقال مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع إن “الجريمة ضد المطبخ المركزي العالمي بغزة ليست مفاجئة لأن الهجوم نُفذ بشكل مُتعمد”، إذ رأى أن العاملين بالمجال الإنساني في غزة يقتلون في إطار عقيدة إسرائيلية، وفق تعبيره.
كما أشار إلى أن إسرائيل قتلت 484 عاملا في المجال الصحي بقطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد بن جامع أن الجوع “يستشري في غزة، والاحتلال لا يكترث رغم اعتماد قرار من محكمة العدل الدولية”.
وقد أمر قضاة محكمة العدل الدولية إسرائيل -في قرار صدر بالإجماع في الـ28 مارس/آذار الماضي- باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفعالة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان قطاع غزة دون تأخير.
من جهة أخرى، قال مندوب الصين تشانغ جون خلال جلسة مجلس الأمن إن على إسرائيل التوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
كما أكد تشانغ على ضرورة فتح كل المعابر البرية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
من جانبه، انتقد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا إسرائيل لأنها “تواصل شن أسوأ عملية عسكرية لها على الرغم من قرار مجلس الأمن بوقف الحرب”، في إشارة إلى القرار رقم 2728 الصادر في الـ25 مارس/آذار الماضي ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك.
وطالب نيبينزيا إسرائيل بالتوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
بدورها، قالت المندوبة البريطانية باربرا وودورد إن على إسرائيل “إجراء تغييرات كبيرة وفورية بالحملة العسكرية من أجل حماية المدنيين”.
كما شددت على ضرورة توفير “حماية مناسبة” لمن يقومون بالأعمال الإنسانية.
من ناحية أخرى، أعرب مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور عن أسفه لأن “قتل الأجانب كان ضروريا للاعتراف بوضع الفلسطينيين في غزة منذ 180 يوما”.
وقال منصور إن إسرائيل دمرت المنازل في غزة وقتلت أسرا بأكملها وشردت شعبا بأسره وتمنع وصول المساعدات.
وأضاف أنها قتلت أيضا المرضى والكوادر الطبية في مستشفى الشفاء أكبر مجمع طبي في غزة.
من جهته، قال المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان إن استهداف العاملين بالمطبخ المركزي العالمي لم يكن متعمدا وإن العسكريين الإسرائيليين لم يحترموا المعايير حسب تعبيره.
وتابع “سنتعلم من هذا التحقيق وسنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة”.
وأكد إردان أن الوقف الفوري لإطلاق النار مرهون باستسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح كل المحتجزين، وفق تعبيره.
وقد خلص تحقيق إسرائيلي في مقتل فريق المطبخ المركزي العالمي المكون من 7 أشخاص بغارة إسرائيلية في غزة يوم الاثنين الماضي، إلى ارتكاب أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات من جانب الجيش، وهو ما أدى إلى قرار بإقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ورغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
المصدر : الجزيرة