قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله نحو منصة كاريش كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنه يجب أن تستجيبوا لمطالبنا”، مؤكدة أن “إسرائيل لا تنوي تصعيد الموقف مع حزب الله لكنها تصر على موقفها”.
وكتب موقع “والاه” الإسرائيلي أن “الخشية في المؤسسة الأمنية هي من هجمات أخرى لحزب الله “، مشيراً إلى أن “إسرائيل أمام مشكلة في كيفية الرد وأمامها خياران، إما الاستعداد للعملية القادمة، وإما المخاطرة بتصعيد مع حزب الله”.
وأضاف: “اعتراض الطائرات المسيّرة الثلاثة التي شقت طريقها إلى منصة الغاز كاريش أمس، يتزامن مع محاولات المؤسسة الأمنية تهدئة الحماس”.
ورأى الموقع أن “عملية حزب الله تحمل في طياتها تداعيات مهمة على المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، ونطاق القوات التي سيكرسها الجيش الإسرائيلي الآن لحماية المنطقة ومواجهة التهديدات الأخرى. هذا الى جانب المس بالشعور بالأمن لدى العاملين في منصة الغاز كاريش، الذين تعرفوا اليوم على نموذج واضح لما حزب الله قادر على فعله إذا قرر تغيير هدف الطائرات المسيرة من المراقبة إلى الهجوم، وحتى إلى إطلاق الصواريخ ضد المنصة”.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، “كان الهدف من إطلاق المسيرات، بالنسبة إلى حزب الله، والتي كانت غير مسلّحة، هو إرسال إشارة إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لهذه المطالب. رسالة حزب الله واضحة: نحن قادرون على إرسال مسيرات، لكن هناك أدوات أخرى تعرف كيف تنفجر في المنصة عندما تكون فاعلة”.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه “لدى حزب الله قدرات أكثر أهمية بكثير من القدرة التي تم إظهارها بالأمس، والتي كان هدفها الأساسي هو إيصال رسالة وليس بالضرورة إلحاق الأذى”، مضيفة أن “الكلمة الأخيرة في المعركة على المياه الاقتصادية لم تقل بعد، ومن المتوقع أن تستمر”.
وقال الإعلام الإسرائيلي إن “حماية منصة كاريش، وهي منصة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من الشاطئ، تعدّ أكثر تعقيداً من حماية منصة لفيتان، على سبيل المثال، التي تبعد عشرة كيلومترات عن شاطئ دور”.
يدّعي الإعلام الإسرائيلي أن “إسرائيل” تدرس رداً عسكرياً ضد حزب الله، عقب تفعيل طائرات مسيرة باتجاه منصة “كاريش” أمس.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “مصادر أمنية أثارت مخاوف من أن حزب الله سيحاول في المرة القادمة إرسال العديد من الطائرات المسيرة، لأن تفعيلها أرخص بكثير من عمليات الاعتراض الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن هناك “خياراً آخر وهو إرسال طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات”.
في السياق نفسه، قال الضابط في الاحتياط الإسرائيلي، امير افيفي، إن “حزب الله قادر على مهاجمة أهداف استراتيجية في إسرائيل بواسطة مئات المسيرات في آن واحد”، مضيفاً أن “حزب الله، في العقد الأخير، زاد تسلحه بطائرات مسيرة من 50 مسيرة إلى أكثر من ألفي مسيرة”.
وأضاف: “تخيلوا لو أرسل سرباً من 100 مسيرة وعبرت الحدود نحو ميناء حيفا. يوجد هنا تحدٍ عملاني بحجم مغاير. من المهم أن نعرف أن الإيرانيين وحزب الله لا يخشون الاحتكاك، ولا يخشون من الفشل بين فترة وأخرى. هم يدرسون ويحتكون ويتعاظمون ويخططون لمعركة أكبر بعشرات الأضعاف مما عرفناه حتى الآن”.
وتابع افيفي: “أنا قلق جداً مما هو آت. لقد بنى الإيرانيون طوال السنوات منظومات صواريخ دقيقة ومسيرات في لبنان وسوريا والعراق، إلى جانب تصميمهم على الوصول إلى قدرات نووية. المعركة القادمة وصلت إلى نضوج ما، وستصل إلى قدرات عملانية عالية. الإيرانيون مصممون جداً على أن يخوضوا في يوم ما هذه المعركة ضدنا، وهذا يحتاج إلى استعدادات مهمة”.
وقال الضابط الإسرائيلي إن “هذا الحادث فيه نقطتان تثيران قلق المؤسسة الأمنية: إطلاق مسيرات، وصواريخ دقيقة باتجاه طائرات سلاح الجو أو مقرات قيادية، هذا بالفعل يطير النوم من عيون المؤسسة الأمنية”.
في السياق نفسه، قال العقيد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي لنغوتسكي، إنه “لو تمّت مهاجمة كاريش لكان من الممكن أن يكون حدثاً خطيراً جداً. إنها منصة خاصة جداً، بنيت في الشرق البعيد، وعلى مدى فترة زمنية طويلة جداً، ضربها يمكن أن يشل استخراج الغاز. واقع وجودها على بعد 90 كلم، خلافاً لمنصتي تمار ولفيتان الواقعتين قرب الشاطئ، يضر بنا ومن الصعب حمايتها”.