نعى القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، باسم الحركة، الشهيد القائد البطل يحيى السنوار (أبو إبراهيم) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائد معركة طوفان الأقصى، ورفيقه على هذا الدرب القائد الشهيد محمود حمدان (أبو يوسف).
وكل قوافل شهداء الشعب الفلسطيني “في قطاع غزَّة العزَّة والضفة الأبيَّة والقدس ومخيمات اللجوء والشتات، وعلى شهداء أمتنا العربية والإسلامية، الذين ارتقوا في جبهات إسناد شعبنا ومقاومتنا الباسلة، على درب تحرير فلسطين والقدس والأقصى المبارك”.
ودعا أبو زهري، خلال مؤتمر صحفي عقده، مساء السبت، بعد استشهاد رئيس حركة حماس، ومواكبةً لتطورات العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزَّة، وخصوصاً ما يتعرّض له شمال القطاع، المجتمع الدَّولي ومؤسساته الذين “باتوا أمام اختبار حقيقي للخروج من هذا الصمت والعجز، والعمل على احترام القيم الإنسانية والعدالة والمبادئ التي قاموا عليها”.
ورأى أبو زهري أنّه لم يعد مقبولاً الاكتفاء بلغة الشجب والاستنكار التي يستهين بها الاحتلال ولا يكترث بها، بل يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرُّك الفاعل والجاد لفرض عقوبات على هذه الحكومة الفاشية وعزلها عن كل مؤسسات الأمم المتحدة”.
وأضاف أنّ “قطع جيش الاحتلال المجرم للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزَّة، يستهدف التغطية على جريمة الإبادة التي يرتكبها، ومحاولة عزل أهلنا، ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن المحرقة والمجزرة اليومية التي ينفذها هناك”.
مستنكراً قيام بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية بتبنّي سياسة تحريرية وخطاب إعلامي يتساوق مع أجندات الاحتلال الصهيوني وروايته السوداء في تشويه مقاومة شعبنا ورموزه الوطنية، ممّا يجرّدها من كل قيم الموضوعية والمهنية”.
ونفى وصول أي مساعدات إلى محافظة شمال غزَّة، منذ أكثر من أسبوعين، قائلاً: “إنّ الاحتلال يواصل سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزَّة، بنشره أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحّة”.
وكان قد أفاد مسؤول في وزارة الصحة، في قطاع غزّة، بأنّهم لا يستطيعون إحصاء أعداد الشهداء في شمالي القطاع فـ”الأرقام مفزعة وما نعلنه هو (عدد) من نتمكن من انتشالهم”، مؤكداً خروج المستشفيات الثلاثة في الشمال عن الخدمة بعد استهدافها من قبل قوات الاحتلال”.
وعن الممرَّات الآمنة، أكّد أبو زهري أنّه “لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الكذب والتضليل حول وجود مناطقَ أو ممرَّاتٍ آمنةٍ، يدعو أهلنا للتوجه إليها، فلا وجودَ لمكان آمن في ظل تصعيدِه كل أنواع القصف الهمجي، فهذا الاحتلال الفاشيّ يستهدف بالإعدام أو الاعتقال كل من يخرج من الشمال”.
على الصعيد الصحّي، دعا أبو زهري “كل الدول والمنظمات الصحية والإنسانية إلى التحرك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم في إنقاذ المنظومة الطبيَّة، والضغط لحمايتها وتزويدها بالوقود وكل الاحتياجات اللازمة لتقوم بدورها”.
وحمّل القيادي في حماس، الإدارة الأميركية وكل الدول الداعمة للاحتلال، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، “المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب يومياً ضد أهلنا في قطاع غزَّة، بسبب تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة والقنابل والعتاد العسكري، إلى جانب منحه غطاءً سياسياً”.
وطالب أبو زهري، الأمة العربية والإسلامية بدولها وحكوماتها ومؤسساتها إلى الانخراط في هذه المواجهة التاريخية مع العدو الصهيوني، وذلك “إسناداً لغزَّة والمقاومة، وإرسال رسالة للاحتلال وداعميه أنَّ غزَّة ليست وحدها، كما ندعو جماهير أمتنا إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة في كل العواصم والساحات، انتصاراً لشعبنا ومقاومتنا وتضامناً مع أهلنا في قطاع غزَّة”.
وختم مؤتمره الصحافي، مؤكداً على أنّ “خيار شعبنا ومقاومتنا الأوحد، كان وسيبقى خياراً أبدياً في الثبات على الأرض والصمود والمقاومة ومواجهة عدوان الاحتلال، وإحباط مخططاته في التهجير وتصفية قضيتنا الوطنية، حتى التحرير الشامل والاستقلال والعودة”.