نشر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، خارطة لما أسماها “مناطق الإخلاء” قسم بموجبها قطاع غزة إلى “بلوكات” تمهيدًا لمرحلة جديدة من الحرب، حدد من خلالها الأماكن التي سيستهدفها بما يسمح للسكان بمغادرتها مسبقا، وفق ادعائه.
وتضمنت الخارطة تقسيم قطاع غزة بالكامل إلى بلوكات، حيث طلب من السكان التعرف على مناطق سكنهم وفق أرقام قام بوضعها على الخارطة.
واستنادًا إلى الخطة التي نشرها، سيحدد الجيش الإسرائيلي مسبقا المناطق التي سيهاجمها وسيطلب من السكان مغادرتها، على حد زعمه.
وقال أفيخاي أدرعي، متحدث الجيش للإعلام العربي، في فيديو وصلت نسخة منه للأناضول، إن “خارطة البلوكات تقسم أرض قطاع غزة إلى مناطق وأحياء”.
وأضاف في رسالته إلى سكان غزة: “هذه الخارطة ستساعدكم في المراحل اللاحقة من الحرب على التوجّه وفهم تعليماتنا والانتقال (أي النزوح من الأماكن السكنية) عند اللزوم من أماكن معينة في حال طلب منكم القيام بذلك”.
وتابع: “سنبذل جهدنا للإجلاء فقط إلى أرقام البلوكات ذات الصلة في النداء للانتقال إلى مناطق أخرى”.
ولفت المتحدث العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي “سيواصل نشر تعليمات الإجلاء بشكل متكرر عبر وسائل الإعلام”.
ودعا أدرعي المواطنين للاطلاع على الخارطة التي تم نشرها على موقع الجيش الإسرائيلي، و”التعرف على منطقة سكنكم وعلى أرقام البلوكات ذات الصلة والانتقال من منطقة سكنكم حسب التعليمات في حال وردكم إنذار رسمي بهذا الخصوص من الجيش الإسرائيلي”.
بدوره قال الجيش في بيان أرسل نسخة منه للأناضول: “تمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر الجيش الإسرائيلي خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة”.
وأردف: “تقسيم أرض القطاع على مناطق حسب التقسيم على الأحياء المعروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه وفهم التعليمات والانتقال من أماكن معيّنة في حال طلب منهم القيام بذلك حفاظًا على سلامتهم”، وفق ادعائه.
وأضاف: “في الخريطة المنشورة تظهر أرقام مناطق الإخلاء (البلوكات) في شمال وجنوب القطاع، مع نداء إلى السكان للعثور على البلوك ذي الصلة بمكان سكنهم والتصرف في حال طلب منهم الانتقال منه”.
وأشار إلى أنه سيحدد مناطق الإخلاء من خلال رسائل ومناشير (بيانات ورقية) يتم إرسالها إلى السكان غزة.
وقال إنه من خلال الرسائل سيوجه السكان إلى إخلاء مناطق معيّنة والانتقال عن طريق الشوارع ذات الصلة.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه من خلال ذلك يريد “تجنب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين”.
وقال: “تم نشر الخريطة على صفحة خاصة على موقع الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، ونُشرت الخريطة ضمن مناشير وزّعها الجيش في قطاع غزة”.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة في قطاع غزة أُنجزت بوساطة قطرية مصرية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وخلال جولة ما قبل الهدنة، تكررت رسائل الجيش وخاصة على لسان أدرعي، التي دعت السكان إلى التوجه جنوب القطاع، لكنه استهدف النازحين في المناطق وعلى طرقات قال إنها “آمنة”، وارتكب مجازر موثقة بحق المدنيين، الأمر الذي قوبل باستنكار أممي ومن منظمات دولية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر : الاناضول