تبذل السعوية جهودا لإنجاح سباقات فورملا 1 التي تستضيفها المملكة في جدة في ديسمبر المقبل، لكن ملف حقوق الإنسان يعتبر تحديا جديا أمام المسؤولين، خاصة بعد أن عبر لاعبون في رياضات مختلفة عن قلقهم من انتهاكات حقوق الإنسان هناك.
انعقاد هذه الفعاليات الرياضية يسير جنبا إلى جنب مع تحديات تتعلق بملفات حقوق الإنسان، والتي يراها البعض تشكل تهديدا يثبط نجاح الأنشطة الرياضية الهامة.
وبشأن استعدادات فورملا 1، قال رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، الأمير خالد بن سلطان الفيصل، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأميركية، إنه تم تصميم “حلبة سباق سريعة جدا ومليئة بالتحديات”.
ويبلغ طول الحلبة أكثر من 6 كلم، وتضم 27 منعطفا تتيح للسيارات المتسابقة التسابق بسرعات تتجاوز الـ 252 كلم في الساعة، وفي سباقات الـ 50 لفة تكون السيارة قد قطعت أكثر من 310 كلم.
ويأمل الفيصل أن يستقطب السباق الشباب السعودية خاصة وأن 67 في المئة من السكان أعمارهم تقل 35 عاما.
ومع دخول السعودية قطاعات رياضية مختلفة “يتعرض سجل حقوق الإنسان في البلاد إلى انتقادات عديدة”، واتهمت السعودية بما يوصف بـ”غسيل الأموال الرياضي”، ويقصد به الإنفاق السعودي على القطاعات الرياضية “مقابل تبييض صفحتها في مجالات حقوق الإنسان”، بحسب ما ورد في تقرير شبكة “سي أن أن”.
وتقدر منظمة غرانت ليبرتي المتخصصة في مجالات حقوق الإنسان الاستثمار السعودية في “غسيل الأموال الرياضي” بنحو 1.5 مليار دولار، وهي ما أنفقته السعودية على هذه القطاعات منذ أن أطلق ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان خطة السعودية 2030.
وتقدر صفقة المملكة مع سباقات فورملا 1 بـ 650 مليون دولار ولمدة 10 سنوات.
وكان سائقون من فورملا 1 قد انتقدوا إقامة السباقات في دول فيها انتهاكات لحقوق الإنسان وهو ما اعتبره البعض “مشكلة ثابتة وهائلة”.
ووفق منظمة العفو الدولية فإن السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والمرأة وصحفيون تعرضوا لمضايقات وانتهاكات والاعتقال والسجن بعد انتقادهم العلني للسعودية.
وكانت آخر القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، قضية الناشطة، لجين الهذلول، التي حكم عليها بالسجن، ومن ثم منعها من السفر بعد الإفراج عنها، وقضية الصحفي، جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وتعليقا على ذلك قال الأمير الفيصل لشبكة “سي أن أن” إن ما حدث لجمال خاشقجي “مأساة”، خاصة وأن الطريقة التي قتل بها كانت “وحشية”، وهذا شي “صدم الجميع وخاصة في السعودية، إذ لم نسمع قط عن مقتل أحد” بهذه الطريقة.
وأضاف أن “الجميع يعلم أن السعودية كانت معروفة بالكثير فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ولكن فيما يتعلق باغتيال أو قتل شخص ما، فهذا أمر صادم للجميع خاصة حيث قتل وكيفية قتله”.
مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في منظمة هيومن رايتس ووتش، كانت قد صرحت لصحيفة الغارديان، إنه لا يمكن لـ”الهيئات الرياضية مثل فورملا 1 والاتحاد الدولي للسيارات تجاهل حقيقة استخدامهم ومشجعي هذه الرياضة في غسيل الأموال الرياضي”.
الحرة