يوسّع الطلاب في الجامعات الفرنسية حَراكهم تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لنحو 7 أشهر، وبالمجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني هناك.
وفي إطار هذا الاحتجاج، أغلق الطلاب الفرنسيون مداخل جامعة “سيانس بو” المرموقة في العاصمة باريس، مطالبين إدارة الجامعة بإدانة الممارسات الإسرائيلية.
ورفع الطلاب، الذين ارتدى بعضهم الكوفيات الفلسطينية تضامناً مع غزّة، الأعلام الفلسطينية على النوافذ الجامعة وفوق مدخل المبنى، ورددوا هتافات داعمة للفلسطينيين.
كذلك، شهدت جامعة “السوربون” تحركاً لطلابها الذين عبروا عن رفضهم للسياسة التي تنتهجها فرنسا بشأن الحرب على قطاع غزة، وطالبوا حكومة بلادهم بفرض عقوبات على “إسرائيل”.
وجاءت التظاهرة عقب دعوة إدارة “معهد العلوم السياسية” في باريس الشرطة الفرنسية إلى التدخل وطرد الطلبة الذين يعتصمون داخل المعهد.
الطلُب من الشرطة التدخل لمحاولة قمع الاحتجاجات لم يمنع توسّعها، إذ امتدت التظاهرات الداعمة لغزّة إلى “معهد العلوم السياسية” في مدينة بواتيه، كما توافد نواب من حزب “حركة فرنسا غير الخاضعة” من أجل حماية الطلاب من أي عملية قمع وإجلاء من السلطات.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية بتوقف التعليم في جامعة العلوم السياسية الفرنسية، ووقف الدراسة في كلية العلوم السياسية في باريس، بسبب تصاعد الاحتجاجات.
وبشأن حماية الطلاب من قمع إدارات الجامعات والشرطة، قال زعيم حزب “حركة فرنسا غير الخاضعة”، جان لوك ميلانشون: “يجب علينا حماية طلاب معهد العلوم السياسية من العنف الذي يُهدَّدون به”.
وجاءت تظاهرات الطلاب جامعات فرنسا تماهياً مع الحَراك الذي بدأه الطلاب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية المستمرة، مطالبة، إلى جانب التنديد بعدوان الاحتلال على غزة، بوقف تسليح بلادها لـ “إسرائيل”.
وشهدت التظاهرات اشتباكات بين الطلاب والشرطة الأميركية التي تحاول قمع هذه الاحتجاجات. وأفاد أحد المتظاهرين بأن الشرطة الأميركية لجأت إلى استخدام أساليب العنف لتفريق الطلاب، ومنها: مسدسات الصعق الكهربائي، والغاز المسيل للدموع، والخيول.
ونفذت قوات الشرطة حملة اعتقالات في صفوف الطلاب المتظاهرين، ولاسيما في جامعات الساحل الشرقي وجنوبي كاليفورنيا، ودعت شخصيات سياسية إلى استخدام وحدات “الحرس الوطني” لتفريق الاحتجاجات.
وأصدرت قاضية محكمة مقاطعة ديكالب الأميركية أمراً بإطلاق سراح جميع الطلبة والمدرسين المعتقلين من جامعة “إيموري”، وفق شبكة “سي أن أن” الأميركية.
بدورها، أسقطت المدعية العامة لمقاطعة ترافيس كل التهم ضد المتظاهرين في حرم جامعة “أوستن” في ولاية تكساس، وفق الشبكة نفسها.
يُشار إلى أن قمع الشرطة الأميركية لتظاهرات الطلاب أثار تساؤلات بشأن الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات، اولتي تزايدت منذ اعتقالات جماعية في جامعة “كولومبيا”، الأسبوع الماضي.