أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أنّ الحلف لا يرى أي دلائل تشير إلى عزم روسيا مهاجمة بولندا، وذلك بعد حادث سقوط صاروخين على الأراضي البولندية، أمس، تنفي موسكو بشكل قاطع مزاعم بشأن كونهما صاروخين روسيين.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء إنه “لا دلائل تشير إلى عزم موسكو الهجوم على بولندا ونترقب نتائج تحقيقات الناتو بعد سقوط صاروخين على الأراضي البولندية”.
وأضاف أنّ “التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ سقوط الصاروخين في بولندا كان نتيجة إطلاق الدفاعات الجوية الأوكرانية”، موضحاً أنه لم يكن “عملاً متعمداً من جانب القوات الأوكرانية”.
وجدّد ستولتنبرغ التأكيد أنّ “الناتو ليس طرفاً في الصراع في أوكرانيا وإن كان يواصل دعم كييف”.
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اليوم الأربعاء، إنّ الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع الحلفاء من أجل التوصل إلى مزيد من المعلومات حول سقوط صارخين داخل الأراضي البولندية أمس.
وقال أوستن، خلال اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا: “سنواصل العمل مع الحلفاء لجمع مزيد من المعلومات حول الانفجار في بولندا”.
كما أكد وزير الدفاع الأميركي، خلال كلمته، الاستمرار في تقديم الدعم لأوكرانيا.
وكانت وكالة “رويترز” أفادت اليوم، نقلاً عن مصدر في حلف “الناتو”، بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ الحلف وشركاء مجموعة السبع بأنّ “الانفجار في بولندا كان نتيجة عمل الدفاع الجوي الأوكراني”.
ألمانيا تعرض على بولندا المشاركة في تأمين أجوائها
من جانبها، أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستعرض قريباً مشاركة جيشها في تسيير دوريات جوية لحماية أجواء بولندا، بعد سقوط صواريخ في أراضي الأخيرة قرب الحدود مع أوكرانيا.
وقال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشنر، خلال إفادة صحافية: “كردّ عاجل على التطورات في بولندا، سنعرض على الأخيرة تكثيف الدوريات الجوية بمشاركة طائرات ألمانية. يمكن أن يبدأ ذلك غداً إن أرادت بولندا. لن تكون هناك حاجة لإعادة نشر المقاتلات الألمانية وإنما يمكن أن تقلع الدوريات من قواعد جوية ألمانية”.
وأضاف بوشنر أنّ مشاورات حلف شمال الأطلسي بشأن حادث سقوط صواريخ في بولندا لا تجري استناداً إلى المادة الرابعة من معاهدة الحلف، والتي تسمح لأي دولة عضو تشعر أنها مهددة بأن تطلب عقد مشاورات بين أعضاء الحلف للبتّ في موضوع التهديد.
وأشار بوشنر إلى أنّ ألمانيا وحلفائها في الناتو لا يبحثون فرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا، والمخاطرة بتصعيد النزاع، مضيفاً أنّ “فرض منطقة حظر جوي أمر خطير لأنه سيؤدي إلى صراع مباشر بين الناتو وروسيا”.
وأردف بقوله: “نحن جميعاً متفقون جنباً إلى جنب مع شركائنا في الحلف [حلف الناتو] على أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد للحرب في أوكرانيا”.
وكانت تقارير لوسائل إعلام بولندية قد زعمت أنّ صاروخين روسيين سقطا في منطقة بشيفودوف جنوب شرقي بولندا قرب الحدود مع أوكرانيا، مساء أمس الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل شخصين.
روسيا: “الناتو” في حرب بالوكالة ضد روسيا
ونفت وزارة الدفاع الروسية صحة المزاعم بشأن سقوط صواريخ روسية في منطقة بشيفودوف، متهمةً وسائل الإعلام البولندية بالقيام باستفزازات متعمدة لتصعيد الموقف.
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ رد فعل حلف الناتو على “حادثة الصاروخ” في بولندا لا يشير إلى أي دفء في العلاقات بين الحلف وموسكو، مؤكدةً أنّ “الناتو في حرب بالوكالة ضد روسيا”.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم، صرح الرئيس البولندي أندجي دودا، بأنه لا يوجد دليل واضح بشأن هوية الجهة التي أطلقت الصواريخ.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ نتائج أولية تُرجح أنّ الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته القوات الأوكرانية.