تحدّثت صحيفة “بوليتيكو”، عن أسباب عديدة تجعل الولايات المتحدة “غير راغبة في دفع إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار في غزة”، بما في ذلك الرغبة المشتركة في “تدمير حركة حماس”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “إدارة الرئيس جو بايدن تواجه ضغوطاً من الديمقراطيين التقدميين والمسؤولين العرب، وحتى بعض الدبلوماسيين الأميركيين، للمساعدة في إنهاء الحرب على غزة، لكن البيت الأبيض لا يريد بالضرورة وقف القتال، على الأقل ليس بعد”.
وبحسب “بوليتيكو”، فإنّه “حتى لو دفع البيت الأبيض إلى وقف إطلاق النار، فمن المحتمل أنّ إسرائيل لن تستمع”.
كما أشارت إلى أنّ المسؤولين الأميركيين يحددون أهدافهم في هذا الصراع ضمن 4 تفاصيل، وهي: “توضيح أنّ الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة، وقف القتال من الانتشار خارج قطاع غزة، إطلاق سراح أكثر من 200 أسير في غزة، والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية”، ما يعني أنّ “وقف الحرب على غزة ليس على القائمة”.
يرجع ذلك في المقام الأول، وفق “بوليتيكو”، إلى “موافقة الولايات المتحدة على هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس”، لذلك، فإنّ الإدارة الأميركية في الوقت الحالي، “تضغط على إسرائيل للسماح بوقف القتال، لأغراض إنسانية وتوخي الحذر في استهدافها، لكنّها لن تدعم وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
ونقلت الصحيفة عن اللواء المتقاعد في “جيش” الاحتلال، ياكوف أميدرور، أنّ “حكومة نتنياهو لا تشعر حالياً بأي دفع حقيقي من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب”.
وأضاف أنّ الضغط الأول التي تواجهه حكومة الاحتلال هو “التقليل من استهداف المدنيين”، فيما الضغط الثاني هو “السماح بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة”.
وعقّبت “بوليتيكو”، بأنّ “ما لا يُقال علناً هو إنّ “تدمير – أو على الأقل إضعاف حماس – هو في مصلحة الولايات المتحدة على مستويات متعددة”.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ “الانفصال العلني عن الإسرائيليين، قد يضرّ بعلاقات الولايات المتحدة مع شريك له أهمية حاسمة على الجبهات، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية”، وفق الصحيفة.
يأتي ذلك بعدما تداول الإعلام الأميركي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أنّ بايدن “حثّ نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، يوم الاثنين، على الموافقة على توقف القتال لمدة ثلاثة أيام”، من أجل السماح بإحراز تقدم في إطلاق سراح عدد من الأسرى الموجودين لدى المقاومة في قطاع غزة.
وسبق أن أكّدت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ واشنطن “لا ترغب في توسع رقعة الحرب في غزة”، لكن في الوقت نفسه، ترى أنّ “الوقت غير ملائم له الآن”، بذريعة أنّ “حركة حماس ستستفيد منه، ولن يخدم مسألة إعادة الأسرى”.
كذلك، قال منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إنّ “المناقشات مع الإسرائيليين مستمرة لأطول فترة ممكنة، لنرى إمكان تحقيق الوقف الموقت لإطلاق النار”.
وتواصل الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ33 على التوالي، مستهدفاً كلّ المنشآت دون تفريق، ومن بينها المستشفيات والكنائس والمدارس، مرتكباً المجازر بحق المدنيين الذين نزحوا إلى هذه الأماكن ظنّاً أنها “آمنة”، حتّى أنّ المقابر باتت هدفاً للاحتلال.