كشف مسؤولون أميركيون، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، يُفكّر في وضع شروطٍ على المساعدات العسكرية المقدمة لـ”إسرائيل”، في حال مضت قدماً لشنّ هجومٍ بري على مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، وفق صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
وأفاد أربعة مسؤولين، مقرّبين لبايدن إنّ الرئيس الأميركي قد يضع شروطاً على المساعدات العسكرية المقدّمة لـ “إسرائيل”، في حال شنّت الأخيرة عمليةً عسكرية جديدة تزيد من تعرّض المدنيين الفلسطينيين للخطر في رفح.
وفي مقابلةٍ أُجريت معه نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأميركي إنّه سيواصل إرسال الأسلحة إلى “إسرائيل”، خاصّة نظام القبة الحديدية الذي يحمي من صواريخ “حماس”، لكنّه قال في المقابلة نفسها إنّ الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين في غزة كانت بمثابة “خط أحمر” بالنسبة له.
وعند سؤال نائبة السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، أوليفيا دالتون عن استعداد بايدن لربط المساعدات العسكرية بإجراءات “إسرائيل”، قالت إننا “نعتقد أنّ هناك أساليب أخرى اتخذناها ونتخذها، وهي أكثر فعالية”.
والعام الماضي، وصف بايدن، فكرة اشتراط المساعدات العسكرية لـ”إسرائيل” بأنّها “فكرة جديرة”.
ويعكس انفتاح بايدن على هذه الخطوة، التوترات الشديدة في علاقته مع بنيامين نتنياهو، التي برزت أكثر مؤخراً في تصريحاتٍ لهما.
فقد قال نتنياهو في مقابلة مع “بوليتيكو” أيضاً، الأحد الماضي، إنّ بايدن “مخطئ” في اعتقاده أنّ سياسة رئيس الحكومة في “إسرائيل” لا تحظى بتأييد الإسرائيليين.
وتعليقاً على قول بايدن إنّ نتنياهو “يضرّ إسرائيل أكثر مما ينفعها”، قال نتنياهو: “لا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده بايدن، لكن إذا كان يعني بذلك أنني أتبع سياسات خاصّة، وأنّ هذا يضر بمصالحها، فهو مُخطئ.
ويأتي ذلك في وقتٍ يُواجه فيه نتنياهو رفضاً إسرائيلياً حاداً، حيث يتظاهر الإسرائيليون بشكل شبه يومي ضده وحكومته، مطالبين بإسقاطها وإجراء انتخابات مبكرة، وبإبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة.
بدورها، كشفت شبكة “أن بي سي” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أنّ بايدن “يُحاول تكثيف ضغوطه على إسرائيل لإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزّة، والحد من شدة الهجمات العسكرية”، لكنّه “لم يصل إلى حد قطع شحنات الأسلحة إليها”.
والأحد الماضي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤولين كبار في واشنطن، أنّ تصريحات بايدن، ضد نتنياهو، وحكومته تتصاعد، مؤكّدين أنّه، وعلى الرغم من ذلك، “لن يكون هناك أي مسّ بشحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل”.
وفي وقتٍ سابق، تحدّث تقرير في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن “جسرٍ جوي غير مسبوق” بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، موضحةً أنه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، نقلت واشنطن كميةً هائلةً من ذخائرها إلى كيان الاحتلال، وذلك من قواعدها ومخزوناتها الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.
وجاء معظم الأسلحة إلى “إسرائيل” من قواعد “دوفر” في الولايات المتحدة، “رامشتاين” في ألمانيا، أو “العديد” في قطر، وهي أكبر قاعدة في الشرق الأوسط، حيث يقع المقرّ الأمامي للقيادة المركزية الأميركية، بحسب “هآرتس”.
يُشار إلى أنّ استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة “يوغوف”، مطلع الأسبوع الحالي، بيّن أنّ 52% من الأميركيين يتفقون على أنّ الحكومة الأميركية يجب أن توقف شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل”، حتى توقف هجماتها على قطاع غزّة.