اجتمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في موسكو، وذلك لبحث الأزمة الأوكرانية ومسألة الضمانات الأمنية.
https://twitter.com/RTarabic/status/1490728106763735040?s=20&t=GFytgSB14Khdpu1P_ISR2A
وقال بوتين خلال اللقاء إنّه “لدينا مخاوف أمنية مشتركة وأود أن أشكر باريس على مشاركتها في حل هذه المشكلة”، مشيراً إلى أنّه يرى مدى الجهود التي تبذلها القيادة الفرنسية لحل الأزمة الأوكرانية والمشاكل الأمنية، معرباً عن ارتياحه لمناقشة هذه القضايا بشكل شخصي.
وأضاف: “أرى الجهود التي تبذلها القيادة الحالية لفرنسا ورئيس فرنسا شخصياً، لحل الأزمة المتعلقة بضمان الأمن المتكافئ في أوروبا لمنظور تاريخي طويل، وحل القضايا، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجزء الأول، ألا وهو حل الأزمة الأوكرانية الداخلية في جنوب شرق البلاد” .
وأوضح بوتين أنه “على مدى سنوات، تقوم فرنسا بدور أكثر نشاطاً في حل القضايا الأساسية للأمن الأوروبي”، مشيراً إلى أن هذا ينطبق أيضاً على الأزمة التي نشأت بعد هجوم جورجيا على أوسيتيا الجنوبية، وتطوير اتفاقيات مينسك، وتنفيذ “صيغة نورماندي”.
وتابع أنّ “زملاءنا يعملون بثقة تامة في المجال السياسي”، لافتاً إلى أن العلاقات تتطور أيضاً، في المجال الإنساني، وجرت فعاليات تتعلق بالتعاون الإقليمي، ونظمت أكثر من 150 فعالية”، مؤكّداً أنّ هذا “مثل هذا الفضاء الجيد هو من أجل تحسين العلاقات بشكل عام بين البلدين”.
كما أشار بوتين إلى أن “حجم التجارة بين روسيا وفرنسا على مدى 11 شهراً من العام الماضي زاد بأكثر من 70% ووصل إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا”، لافتاً الانتباه إلى رمزية اجتماع اليوم – في يوم الذكرى الثلاثين للوثيقة التأسيسية، معاهدة العلاقات الخاصة بين روسيا وفرنسا.
ماكرون: الوضع الحرج في أوروبا اليوم يثير قلقنا
بدوره أوضح ماكرون خلال اللقاء أنّ “القضية الأوكرانية مهمة للغاية وسنتناولها بجانب مواضيع أخرى”، مؤكّداً أنّه “يجب على الجميع التصرف بمسؤولية فيما يتعلق بالأمن، والحوار في هذا الشأن أمر ضروري”.
وأردف قائلاً: “أعتقد أن محادثة اليوم بالنسبة لي يمكن أن تكون بداية المسار الذي يجب أن نسلكه وهو خفض التصعيد. نحن على علم بالوضع العسكري-السياسي وقضية أوكرانيا ومدى أهميتها”.
وأوضح أنّ “الجواب المفيد هو الجواب الذي يسمح بتجنب الحرب، وبالطبع إرساء الاستقرار والثقة للجميع”، مشدداً على ضرورة أن تتصرف جميع الأطراف بمسؤولية، عندما يتعلق الأمر بالأمن.
وأشار إلى أنّ “الوضع الحرج في أوروبا اليوم يثير قلقنا، لذلك من الضروري أن نتصرف جميعاً بمسؤولية، فالحوار أمرٌ ضروري لأنه يسمح بإرساء الأمن والاستقرار في القارة الأوربية”.
ووصل ماكرون في وقت سابق اليوم، إلى موسكو، لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس بوتين، ثم سيتوجه إلى أوكرانيا غداً الثلاثاء، للقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد في حوار مع صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الأسبوعية أمس الأحد، قبيل زيارته إلى موسكو، على أنّ الحوار مع روسيا مطلوب لاحتواء الخلافات والتوترات المتصاعدة حالياً على الصعيد الدولي، وخصوصاً في أوروبا.
ستولتنبرغ: “الناتو” عزّز تواجده في شرقي أوروبا منذ عدة أسابيع
وفي سياق منفصل، صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، اليوم الاثنين، بأنّ “روسيا تعيد ترتيب جدول التدريبات النووية ربما بسبب احتمال وجود عمليات أخرى”.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي، أندريه دودا، إنّه “جددت دعوتي لروسيا للاجتماع من خلال مجلس الناتو وروسيا للتحاور بشفافية وإنهاء نشر أسلحة تؤثر على أمننا”، مؤكّداً أنّه “إذا أرادت روسيا تخفيض عدد قوات الناتو في المنطقة، فعليها أن تسحب قواتها من دونباس”.
وأشار ستولتنبرغ إلى أنّ “الناتو عزّز تواجده في شرق أوروبا منذ عدة أسابيع ويستمر ذلك حتى 2024″، كما “رفع استعداده للانتشار السريع لأكثر من 40 ألف عسكري في حالة التصعيد”.
بريطانيا ترسل 350 جندياً إضافياً إلى بولندا
بدوره، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الإثنين، إنّ بلاده سوف ترسل قوات إضافية إلى بولندا قوامها 350 جندياً، وذلك في خضم الأزمة الأوكرانية الحالية.
وأوضح والاس خلال مؤتمر صحافي رفقة نظيره البولندي، ماريوش بلاشاك، أنّه سيتم “إرسال 350 جندياً إضافياً” إلى بولندا، وذلك لإظهار القدرة على التعاون.
من جانبه، قال بلاشاك إنّ “القوات البريطانية سوف تنتشر شرقي البلاد”، معبراً عن شكره للحكومة البريطانية على تلك الخطوة.
يذكر أنّ وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، ستتوجه في زيارة إلى روسيا، يوم الخميس المقبل، بهدف “نزع فتيل التوترات بشأن أوكرانيا”، حسبما أفادت صحيفة “التايمز”.
بلينكن: سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة أوروبا
وفي وقت أعلن البيت الأبيض أنّه يواجه تحديات في العثور على مصادر بديلة لإمدادات الطاقة إلى أوروبا، إذا “تعطلت تدفقات الطاقة من روسيا”، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، أنّ الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها، من أجل مساعدة الاتحاد الأوروبي على التعاطي مع أي اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة.
وقال بلينكن خلال اجتماع مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ “الرئيس جو بايدن تعهد بأن الولايات المتحدة ستفعل أي شيء للمساعدة في تخفيف أي اضطرابات في إمدادات الطاقة في أوروبا، ونحن بالفعل قمنا بذلك”.
وأضاف أنّ بلاده تجري مفاوضات مع كبار منتجي الوقود حول العالم بما في ذلك أوكرانيا، من أجل زيادة الإمدادات إلى أوروبا.
من جانبه، أوضح بوريل، أنّ الاتحاد الأوروبي “لجأ إلى موردي الطاقة الرئيسيين لتوفير إمدادات الطاقة إلى أوروبا بأسعار معقولة”.
وتابع قائلا: “لجأنا إلى موردي الطاقة الرئيسيين من أجل تعزيز استعدادنا والتأكد من أن الإمدادات ستبقى موثوقة وآمنة ويمكن الوصل إليها، ليس فقط بالنسبة لنا في الاتحاد الأوروبي بل لجيراننا أوكرانيا ومولدوفا ودول البلقان الغربية”.
نائب المستشار الألماني حول التخلي عن “التيار الشمالي 2”: يتم النظر في جميع الخيارات
بالتزامن، أعلن نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد والشؤون المناخية، روبرت هابك، اليوم الإثنين، في رده على سؤال ما إذا كانت برلين ستتخلى عن “التيار الشمالي 2” حال التصعيد في أوكرانيا، بأنّ “جميع خيارات العقوبات قيد النظر” .
وقال هابك، إنّ “الرئيس الفرنسي والمستشار الاتحادي يحاولان بالدرجة الأولى، بذل جهود دبلوماسية، لكن من الواضح أيضاً، وقد قيل حول ذلك مرات عديدة، أنه في حالة حدوث تدخل عسكري، سيتم النظر في جميع خيارات العقوبات”.
وتابع: “كل شيء يعني كل شيء. لا أريد الخوض في التكهنات، لكن كلمة كل شيء تغطي كل شيء” .
هذا وكثفت الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة، عمليات تزويد أوكرانيا بالأسلحة الضاربة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تدعي فيه سلطات كييف والإدارة الأميركية أنّ روسيا تحشد قوات كبيرة على حدود أوكرانيا، “تمهيداً لتدخل عسكري”.
وتؤكد روسيا باستمرار عدم وجود أي نية لديها لشنّ عمليات عسكرية ضد أوكرانيا، وأنّ كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، والغرض منها تصعيد التوتر في المنطقة، وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا.