دعت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الإثنين، إلى إدارة التوترات مع الصين بـ”مسؤولية”.
جاءت هذه الدعوة خلال لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن مع نائب الرئيس الصيني، هان جينغ في ثاني محادثاتٍ رفيعة المستوى بين البلدين خلال أيام.
ولدى لقائه نائب الرئيس الصيني في نيويورك، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب بلينكن عن اعتقاده بأنّ “دبلوماسية الوجه لوجه” قادرة على حلّ الخلافات.
وقال بلينكن لـهان عند بدء الاجتماع: “أعتقد أنّه من الجيّد أن تكون لدينا هذه الفرصة للبناء على التفاعلات رفيعة المستوى التي جرت مؤخّراً بين بلدينا”.
وأضاف أنّ المحادثات بين الطرفين ترمي إلى “إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، والتعامل بمسؤولية” بين الطرفين.
وتأتي المحادثات فيما تتابع الولايات المتحدة من كثب تغيير مسؤولين في دوائر صنع القرار في بكين، إذ استُبدل وزير الخارجية تشين غانغ الذي كان الرئيس شي جين بينغ اختاره شخصياً لتولّي هذا المنصب بوانغ يي.
وتوقّع المسؤولون الأميركيون بدايةً بأن يتوجّه وانغ إلى اجتماع الأمم المتحدة السنوي حيث كان من الممكن أن يلتقي لمدة وجيزة بالرئيس الأميركي جو بايدن، إلا أنّ الصين قالت إنّ “هان المعروف بدرجةٍ أقلّ هو من سيحضر”.
وأجرى وانغ، وهو أيضاً مدير السياسات الخارجية للحزب الشيوعي، محادثاتٍ نهاية الأسبوع الماضي في مالطا مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سولفيان.
وتتّهم الصين الولايات المتحدة بتحريض مؤيدي الاستقلال التايوانيين، وقد كثّفت مؤخراً مناوراتها العسكرية حول الجزيرة.
من جهتها، تدّعي الولايات المتحدة أنّها تسعى للحفاظ على “الوضع القائم”، علماً أنّ واشنطن عزّزت دعمها للجزيرة، وقد أقرّت الشهر الماضي للمرّة الأولى مساعدةٍ عسكرية مُباشرة لتايوان.
وأثارت قيود فرضتها واشنطن على الاستثمارات الأميركية وتصدير أشباه الموصلات غضب بكين، وقد برّرت الولايات المتحدة التدبير بأنه لحماية أمنها القومي.
لكن يبدو أنّ الأمور تتّجه نحو احتواء الخلافات، فقد زار بلينكن ووزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين في العام الحالي بكين، لاستئناف التواصل الذي انقطع إبان جائحة كوفيد-19.
وفي 27 أيار/ مايو الماضي، تعهّدت واشنطن وبكين بإبقاء “خطوط التواصل مفتوحة بينهما”، رغم خلافاتهما التجارية العميقة، وذلك في أعقاب زيارة نادرة من نوعها لوزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، إلى الولايات المتحدة، بعد فترة من التوتر المتنامي بين البلدين.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الأميركية قد ذكرت في أيار/ مايو الماضي أنّ الولايات المتحدة تُواجه “عقبةً من صنعها” تمنع إحياء علاقات واشنطن مع الجيش الصيني، وأنّ هذه العقبة تتمثّل في فرض إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوباتٍ على وزير الدفاع الصيني الحالي عام 2018.
وفي وقتٍ سابق، نقل أشخاص مُطّلعون أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل بيرنز العام الماضي إلى مبنى “الكابيتول”، لمحاولة إقناع رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها، الديمقراطية نانسي بيلوسي، بعدم السفر إلى تايوان، وهي الزيارة التي أغضبت بكين بشدّة.