ذكرت شبكة “بلومبرغ” أنّ بعد الحرب في أوكرانيا، “الحكومات في جميع أنحاء العالم، تستخلص دروساً من أول حرب كبيرة في أوروبا منذ 1945، وتعيد تقييم كل شيء من مخزونات الذخيرة إلى أنظمة الأسلحة وخطوط الإمداد، كما تعيد بعض الدول فحص العقيدة الدفاعية الخاصة بها، والتي تحدد أنواع الحروب التي يجب الاستعداد لها”.
وأكدت “بلومبرغ”، أنّ “آثار الصراع لا تقتصر فقط على جيران أوكرانيا، إذ تراقب الصين والهند وتايوان والولايات المتحدة عن كثب الآثار المترتبة على ذلك، لدرجة أن بعض المسؤولين يربطون بين عدد المسارح الأمنية في أوروبا وآسيا أو حتى يتم التعامل معها على أنها ساحة واحدة”.
وفي هذا السياق، قال فرانسوا هايسبورغ ، وهو محلل دفاعي فرنسي ومستشار حكومي سابق، أنّ “هذه هي قصة نهاية حقبة ما بعد الحرب الباردة”، مضيفاً: “كل جيوشنا تمر بهذا، لأنه من الواضح الآن أنه لا جيش – بما في ذلك جيش الولايات المتحدة – لديه المخزونات اللازمة للتعامل مع حرب كبيرة وشديدة الكثافة”.
ووفقاً لـ “بلومبرغ”، فإنّ “الدروس المستقاة أيضاً، تشمل تأمين الأسلحة والمسيّرات وتقنيات الاستخبارات العملياتية”.
ومن ضمن هذه الدول، بولندا، التي أقرّت بعد الحرب في أوكرانيا، قانوناً يزيد عديد جيشها بنسبة الضعف وشراء مزيد من الأسلحة.
وبحسب شبكة “بلومبرغ”، فإنّ “خطة التوسع البولندية باتت كبيرة من حيث الحجم، فهي تشمل نحو 500 مدفع أميركي من طراز هيمارس أو ما يعادلها من أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق بعيدة المدى”.
كما أشارت إلى أنّ “هناك أيضاً أكثر من 700 قطعة مدفعية ثقيلة ذاتية الدفع، أي تتجاوز بـ6 أضعاف ما هو موجود لدى ألمانيا، و3 أضعاف عدد الدبابات المتقدمة التي يمكن لبريطانيا وفرنسا استخدامها معاً”.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أنّ ميزانية الدفاع للعام 2023 ستبلغ 4% من الناتج المحلّي الإجمالي، موضحاً أنّ “الحرب في أوكرانيا تحثّنا على التسلّح بشكل أسرع”.
وأكّد مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ “مخزونات التكتل الأوروبي العسكرية استنفدت”، لافتاً إلى “افتقار أوروبا إلى القدرات العسكرية الحاسمة لحماية أمنها من التهديدات عالية المخاطر”.
وقال بوريل، في تدوينة على موقع الاتحاد الأوروبي، إنّ الاتحاد الأوروبي “قدم أسلحة إلى أوكرانيا، لكننا بذلك أدركنا أن مخزوناتنا العسكرية قد استنفدت”.
وأضاف أنه “مع عودة الحرب التقليدية إلى قلب أوروبا، أدركنا أيضاً أننا نفتقر إلى القدرات الدفاعية الحاسمة، حتى نتمكن من حماية أنفسنا من مستوى أعلى من التهديدات في القارة الأوروبية نفسها”.