شهد اليوم الـ176 من الحرب الإسرائيلية على غزة واليوم الـ20 من شهر رمضان المبارك، سلسلة تطورات على مختلف الأصعدة السياسية والميدانية والإنسانية.
ففي هذا اليوم، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن جيش الاحتلال ارتكب 8 مجازر خلال 24 ساعة، راح ضحيتها 82 شهيدا و90 جريحا، وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفع إلى 32 ألفا و705 شهداء، و75 ألفا و190 جريحا.
وعلى الصعيد الميداني، أفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت محيط جسر وادي غزة شمالي محافظة الوسطى بالقطاع، كما أفاد المراسل بوصول جثماني شهيدين لمستشفى غزة الأوروبي إثر استهداف فلسطينيين في عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وسقوط مصابين جراء قصف وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي غرب خان يونس.
كانت المدفعية الإسرائيلية قد استهدفت المناطق الشرقية والغربية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاوميها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بعبوة “شواظ” في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت الكتائب إن مقاوميها أوقعوا طاقم الدبابة بين قتيل وجريح وأن 3 مروحيات هبطت لإجلاء المصابين.
من جانبها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إن مجاهديها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوة صهيونية خاصة في محور التقدم بمنطقة “القرارة” شمال شرق خان يونس. كما استهدفوا آلية عسكرية بقذيفة “آر بي جي” في منطقة العقاد غرب المدينة.
وأضافت سرايا القدس أن مجاهديها استهدفوا آلية عسكرية لجيش الاحتلال بقذيفة “تاندوم” في محور التقدم في حي الأمل بمدينة خان يونس.
أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حصار مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لليوم الـ13 على التوالي.
وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف وحرق عددا كبيرا من منازل المواطنين في محيط مستشفى الشفاء.
وأفاد عدد من الفلسطينيين الذين تمكنوا من النزوح من المنطقة بأن هناك أعدادا كبيرة من جثامين الشهداء ملقاة على الأرض، وأن الجرحى داخل بعض المنازل لا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
ويعاني المحاصرون داخل مستشفى الشفاء الجوع والعطش بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي للمستشفى.
وعلى صعيد الانتهاكات، اعترف الجيش الإسرائيلي بقتل رجلين فلسطينيين ودفن جثتيهما بواسطة جرافة، بعد أن نشرت قناة الجزيرة مقطعا يتضمن صورا حصرية لواقعتي القتل.
وأظهرت الصور جنود الاحتلال وهم يجرفون جثتي الشهيدين لإخفائهما في الرمال وبين القمامة، بينما كان يشاهد العملية عدد آخر من الفلسطينيين لم يُعرف مصيرهم.
وفي السياق الإنساني، قال المتحدث باسم يونيسيف لشبكة “إيه بي إس” الأميركية إن إسرائيل تتحمل مسؤولية قانونية للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وأضاف أن القيود الإسرائيلية تتسبب في دخول جزء قليل من المساعدات التي يجب أن تصل إلى القطاع، وشدد المتحدث باسم يونيسف على أن وقف إطلاق النار وإيصال مزيد من المساعدات أمر بالغ الأهمية.
وقال إن المنظمة تشعر بالإحباط حين ترى الآباء عاجزين أمام أطفالهم الذين يعانون الهزال، بينما المعبر على بعد دقائق حيث توجد شاحنات المساعدات.
من جهته، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن آلاف المرضى الفلسطينيين لا يزالون محرومين من الرعاية الصحية في ظل وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في أنحاء قطاع غزة.
وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى إجلاء حوالي 9 آلاف مريض إلى الخارج لتلقي العلاج من أمراض مزمنة مثل السرطان وغسيل الكلى، وأشار إلى أنه تمت حتى الآن إحالة أكثر من 3400 مريض إلى الخارج عبر معبر رفح، نصفهم تقريبا من الجرحى، كما دعا إسرائيل إلى تسريع الموافقات على عمليات الإجلاء لذوي الحالات الحرجة.
وفي الضفة الغربية التي تشهد اقتحامات لقوات الاحتلال بشكل يومي، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 455 فلسطينيا استشهدوا برصاص قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، بينهم 117 طفلا.
وكان مدير مستشفى الرازي في مدينة جنين قد أعلن السبت استشهاد الفتى معتصم عابد من بلدة قباطية متأثرا بإصابته خلال اقتحام جيش الاحتلال للبلدة.
في السياق، شدد وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا في اجتماع ثلاثي بالقاهرة اليوم السبت على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع الشعب الفلسطيني بمعايير غير منصفة بشأن حقوق الإنسان.
من جهته طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالقيام بحراك دولي حقيقي وفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها على القطاع، وحث مجلس الأمن على اتخاذ قرار ملزم وفقا للفصل السابع يمنع تجويع سكان غزة.
أما وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، فقال إن بلاده تتشاور مع دول أخرى بشأن مبادرة فرنسية في مجلس الأمن تشمل معايير حل الدولتين.
وأضاف سيجورنيه أن هدف فرنسا هو تحقيق السلام، وأنها تستطيع تحقيق توافق بشأن مبادرتها من منطلق عضويتها الدائمة في مجلس الأمن.
المصدر : الجزيرة