أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، مقتل 310 عسكريين أوكرانيين، في مناطق متفرقة من الجبهة المشتعلة في دونباس ومحيطها، خلال آخر 24 ساعة من العمليات العسكرية التي تقوم بها قواتها.
كما كشف مصدر مطلع لوكالة “سبوتنيك”، أنّ المدفعية الروسية استهدفت تجمعاً لوحدات من القوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من خيرسون ليلاً.
وأوقعت ضربات المدفعية الروسية خسائر كبيرة في صفوف قوات كييف، إذ تمّ تدمير مجموعة من المركبات والمصفحات والدبابات الأوكرانية المركونة في منطقة أنتونوفكا.
وأضاف المصدر، بأنّ “خسائر العدو بلغت 8 آليات و18 قتيلاً من جنود القوات المسلحة الأوكرانية و10 جرحى”، لافتاً إلى أنه “تمّ كذلك تدمير مدفع هاوتزر أميركي من طراز “إم-777″ عيار 155 ملم ومقتل كلّ طاقمه”.
وفي المقابل، تواصل القوات الأوكرانية قصف مناطق الضفة اليسرى لمنطقة خيرسون، وتحديداً مناطق كاخوفكا ونوفايا كاخوفكا وأليشكي والقرى المجاورة، وبحسب خدمات الطوارئ في المنطقة، أطلقت القوات الأوكرانية قرابة 50 قذيفة خلال الليل.
حاكم خيرسون الروسية: نستعدّ لصدّ هجوم أوكراني محتمل
وفي السياق، أعلن القائم بأعمال حاكم مقاطعة خيرسون المعيّن من قبل موسكو، فلاديمير سالدو، أنّ القوات الروسية في المنطقة “تستعدّ لصدّ أيّ محاولات أو هجمات من قبل العدو لعبور نهر دنيبر”.
وأشار سالدو، إلى أنّ “نقل المعدات العسكرية والوحدات الخاصة إلى الضفة اليمنى من قبل القوات الأوكرانية لا يمرّ عندنا مرور الكرام، وهي تتعرّض لضربات متواصلة”، مضيفاً أنّ “العدو بدأ بتحضيراته العسكرية الأخيرة مقابل نهر دنيبر، وذلك بهدف عبوره”، ومؤكداً بأنّ “الجيش سوف يعرف ذلك مقدماً، ويكون جاهزاً تماماً للمعركة”.
القوات الروسية تقترب من وسط باخموت
وفي وسط جبهة دونباس، أكّد قائد قوات “فاغنر” الروسية الخاصة، في مقطع فيديو نُشر، اليوم السبت، عبر تلغرام، أنّ “قواته باتت قريبة من وسط مدينة باخموت”، التي تشهد معارك طاحنة للسيطرة عليها منذ أشهر.
وفي مقطع الفيديو، ظهر بريغوجين واقفاً على سطح مبنى شاهق في باخموت، وهو يقول في لهجة ساخرة إنه “يفكّر في الترشح لرئاسة أوكرانيا عام 2024”.
وقال المسؤول الروسي في الفيديو، مشيراً إلى مبنى على مسافة من المكان الذي يقف فيه، إنّ “هذا مبنى إدارة المدينة، هذا هو وسط المدينة”، وأضاف أنه “يبعد من هنا مسافة كيلومتر و200 متر”.
وأشار بريغوجين، إلى أنّ “أهمّ شيء الآن هو تلقّي الذخيرة ومواصلة التقدّم”.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية من مصادرها الميدانية، تجري حالياً معركة طاحنة في منطقة السوق، على الضفة اليمنى لمدينة أرتيوموفسك (باخموت).
ونشرت حسابات أوكرانية مشاهد تؤكد أن القوات الروسية اقتحمت المنطقة الصناعية الضخمة “آزوم” في باخموت، مشيرةً إلى أنّ المجموعات الهجومية الروسية دخلت إلى مصنع “أرتيوموفسك” للمعادن من جهة الشمال، وبدأت في التحرك في عمق أراضي المؤسسة الضخمة ذات المباني الصناعية الكثيفة، والتي تمتلك شبكة من المرافق تحت الأرض، تصل إلى عشرة طوابق تحت الأرض وأنفاق.
وترجّح المعلومات المتوفرة، أنّ المجموعات الروسية المتقدمة تمكّنت كذلك من عبور نهر باخموتكا، وبدأت في التحرك نحو وسط المدينة.
ووفقاً لوكالة روسيا اليوم، يوجد في المنطقة الواقعة بين السوق ومحطة الحافلات ومبنى مدرسة “أرتيوموف 5″، معقل للقوات المسلحة الأوكرانية، مع نظام ممرّات أسفل المنازل، بالإضافة إلى مستودع للذخيرة.
ومن هناك، تؤدّي الأنفاق إلى مخارج عدّة في الجزء المركزي من جغرافيا المدينة، أبرزها الطريق الطولية بين المنتزهات السفلية والعليا، وملعب “أفانغارد”، وكذلك مركز الاحتجاز السابق التابع لمحكمة أرتيموفسك، ومجمع صناعي.
كذلك، نشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد لاستهداف قواتها لنظام دفاع جوي بريطاني من نوع “إتش في إم – ستورمر”، تمّ تسليمه إلى كييف مؤخراً ووضعه في أحد اتجاهات محور دونيتسك. وتمّ تدمير المنظومة المتحركة بواسطة دائرة انتحارية من دون طيار من نوع “لانست”.
كما نشرت الدفاع الروسية، مشاهد لاستهداف مقاتلاتها من نوع “سوخوي-25” مواقع للقوات الأوكرانية بواسطة الصواريخ.
كييف ترسل جنوداً غير مدربين إلى جبهة شمالي دونباس
وفي سياق متصل، صرح خبير عسكري، بأنّ “القيادة الأوكرانية تعمل على إرسال جنود غير مدربين إلى جبهات القتال المختلفة، بما في ذلك إلى محور كريمينايا”، وذلك بهدف إشغال القوات الروسية ومحاولة التشويش على أي تراجع أوكراني في مناطق أخرى.
وقال الضابط المتقاعد أندريه موروتشكو، لوكالة “سبوتنيك”، اليوم السبت، إنّه “إلى الجنوب من بلدة كريمينايا، شمالي دونباس، وصل نحو 100 عسكري تمّ حشدهم حديثاً ولم يخضعوا لتدريب عسكري متخصّص، وتمّ إرسالهم إلى منطقة القتال”.
ولفت موروتشكو، إلى أنّ كييف “أكّدت للمجندين الجدد أنّه سيتمّ نقلهم إلى ساحة تدريب في المناطق الخلفية البعيدة عن محاور القتال الأمامية”.
كذلك، أعلن المركز الوطني لمراقبة الدفاع في الاتحاد الروسي، في إطار إحاطة إعلامية، أنّه “لم يتمّ تنفيذ أنشطة إضافية في إطار التعبئة الجزئية ولم يتمّ التخطيط لها”، وذلك خلال مؤتمر تمّ خلاله إطلاق خط ساخن للمراجعات بشأن قضايا الخدمة العسكرية من قبل المواطنين والمتطوعين الذين تمّ حشدهم خلال حملة التعبئة الجزئية في أيلول/سبتمبر الفائت.