يلتقي المفاوضون المكلفون بالملف النووي الإيراني في فيينا، اليوم الخميس، بعد توقف استمر لأشهر، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
وللمرة الأولى منذ آذار/مارس الماضي، تلتقي جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، إلى جانب مشاركة غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة الأميركية، بهدف إحياء اتفاق العام 2015.
ورأت المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إيللي جيرانمايه أنّ الجولة الجديدة من المفاوضات “قد تسمح بتصحيح المسار وإعطاء دفع ضروري للوصول إلى خط النهاية”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأربعاء، أنّ وفداً إيرانياً برئاسة كبير المفاوضين علي باقري كني، يتوجه إلى فيينا لاستئناف المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وفي طريقه إلى العاصمة النمساوية، كتب كني في تغريدة في “تويتر”: “أتوجه إلى فيينا للتقدم في المفاوضات”، مضيفاًُ أنّ “الكرة في ملعب الولايات المتحدة لتبدي نضجاً وتتصرف بمسؤولية”.
وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة إلى “التحلي بالواقعية واتخاذ إجراءات من شأنها أن تفضي إلى الوصول إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي”.
وأكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في 13 تموز/يوليو، أنّ “إيران لن تتراجع عن مواقفها المنطقية والصحيحة” في مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وتجرى المفاوضات في قصر كوبورغ، تحت إشراف منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا المكلف التنسيق مع الوفد الأميركي الذي يشارك بصورة غير مباشرة في المفاوضات.
وأعلن الموفد الأميركي روبرت مالي، من جهته، أنّه في طريقه إلى فيينا، قائلاً: “تطلعاتنا متأنية إلّا أنّ الولايات المتحدة ترحب بجهود الاتحاد الأوروبي، وهي مستعدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق بنيّة حسنة”.
وقدّم مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في 26 تموز/يوليو الماضي، مسودة مقترح لطهران وواشنطن في محاولة لإبرام تسوية تتيح إعادة تفعيل التفاهم الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام 2018، ودعا الأطراف إلى قبولها لتجنب “أزمة خطرة”.
ورغم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، في وقت سابق، علّقت المباحثات في آذار/مارس الماضي، مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.