في إطار متابعة “رأي اليوم” لقضية الفلسطينيين السبعة المختفين في الأراضي التركية منذ عدة شهور التي أثرت جدلاً واسعًا، بدأت خيوط هذه القضية تتكشف بعد تحديد مصير اثنين منهم، فيما لا يزال الخمسة الباقين ضمن المفقودين والأسئلة الكثيرة تحوم حول اختفائهم والجهة التي تقف خلفهم.
وأعلن المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين، السفير أحمد الديك، مساء أمس الإثنين، التعرف على مكان وجود اثنين من المواطنين المختفين في تركيا، موضحًا أن “سفارة دولة فلسطين أفادتنا بأن اثنين من المواطنين الفلسطينيين السبعة المفقودين في تركيا، وهما عبد الرحمن يوسف محمد أبو نواه، ورائد عاشور، تم الإعلان عن مكان وجودهما من خلال اتصال الشرطة التركية مع ذويهما والجهات التي قدمت البلاغ عن اختفائهما”.
وأكد أن وزارة الخارجية والمغتربين وسفارة دولة فلسطين لدى تركيا تواصلان بذل الجهود حتى يتم الكشف عن أماكن وجود بقية المختفين، آملين عودتهم جميعًا سالمين الى ذويهم.
وكانت وزارة الخارجية قد شكلت لجنة في تركيا لمتابعة قضية اختفاء 7 فلسطينيين للكشف عن مصيرهم وأماكن تواجدهم.
وبالعثور على “أبو نواه وعاشور”، تبقى قضية المفقدين الخمسة الآخرين وهم ” محمد سهلب، من مدينة الخليل، فقدت آثاره في ولاية قونيا، وسط تركيا، وعلاء الدين عبد اللطيف محمد حمادة، من مدينة جنين، وهو أحد الموجودين في تركيا بغرض الدراسة، وناهض صابر الكفارنة، وأحمد القيشاوي، فُقد في منطقة إسنيورت، غرب إسطنبول، إضافة إلى الفلسطينية فاطمة جيتاوي”، لا تزال لغزًا محيرًا كون اختفائهم جاء خلال مدة محدودة ودون أي دليل أو اثر خلفهم.
وينشغل الشارع الفلسطيني بقضية اختفاء سبعة فلسطينيين (4 من الضفة الغربية و3 من قطاع غزة)، منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، على الأراضي التركية، ما أثار قلقاً ومخاوف في أوساط الفلسطينيين المقيمين هناك، سواء بغرض الدراسة أو العمل، أو حتى الذين يقصدون تلك البلاد بغرض السياحة.
ويقول “أبو ياسر خليل”، وهو أحد المقيمين في الأراضي التركية ( بغرض العمل)، إن : “قضية اختفاء الفلسطينية في الأراضي التركية باتت الحديث الشاغل لجميع الجالية الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام، نظرًا لظروف الاختفاء الغامضة والتوقيت وعدم معرفه مصيرهم حتى اللحظة”.
ويوضح خليل خلال حديثه لـ” رأي اليوم”، أن الأوضاع باتت غير مستقرة داخل الأراضي التركية، والأمن والأمان لن يعودان لنفوسنا إلا بمعرفة مصير المفقودين الخمسة المتبقين، والجهة التي تقف خلف هذه القضية التي أثارت جدلاً واسعًا في صفوف الجالية.
ويشير إلى أن أقصى درجات الحيطة والحذر يتعامل معها كل فلسطيني أو فلسطينية مقيمة داخل تركيا، متهمًا السلطات الأمنية التركية بالتقصير في تحديد مصير المختفين الخمسة، لعدم الإدلاء بتصريحات واضحة وصارمة تكشف مصيرهم، إن كانوا متعلقين داخل تركيا أو خارجها والتهم الموجهة لهم، أو حتى من يقف خلف القضية بأكملها.
فيما حمل خليل السلطة الفلسطينية وخاصة السفارة في تركيا، مسؤولية التقصير في الحادثة، مطالبًا في الوقت ذاته بتحرك فلسطيني داخل تركيا وخارجها لحل لغز القضية الغامضة على وجه السرعة وتحديد مصير المفقودين، قائلاً في ختام حديثه ” الأوضاع خطيرة للغاية، والقضية لا تزال غامضة ومرعبه، وعلى الجميع التحرك، فوضعنا غير مستقر ومقلق”.
بدوره، أعرب رئيس الجالية الفلسطينية في تركيا حازم عنتر، عن أمله في العثور على المختفين قريباً، مؤكداً أنّ جهوداً جبارة تبذل على مختلف المستويات للوصول إليهم والكشف عن مصيرهم، محذراً من الاستماع إلى الشائعات التي باتت تنتشر دون الاستناد إلى معلومات دقيقة.
وقال عنتر: “نحن على تواصل على مدار الساعة مع السفير الفلسطيني فائد مصطفى، الذي يعقد اجتماعات متتالية مع الجهات العليا التركية”، معرباً عن رفضه لأي اتهامات بالتقصير، مضيفًا أقارب المختفين من سكّان الضفة الغربية وصلوا إلى تركيا، في حين لم يتمكن ذوو المختفين من قطاع غزة من السفر إلى تركيا بسبب صعوبات السفر”.
وباستثناء معرفة مصير “أبو نواه وعاشور”، لم تُفلح حتى اللحظة الجهود المبذولة في الكشف عن أي معلومات حول ما جرى مع المختفين المتبقين والجهات التي يمكن أن تكون وراء اختفائهم، لتبقى القضية الأكثر غموضًأ داخل تركيا وتنتظر الكثير لتتكشف خيوطها.
رأي اليوم