استأنف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المعارك، بعيد انتهاء هدنة امتدت 24 ساعة. وقال شهود عيان لوكالة “فرانس برس”، إنّ القتال الذي اندلع الأحد بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع.
وشملت الاشتباكات على الأرض حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقالت السعودية والولايات المتحدة، اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة، إنّ وقف إطلاق النار سمح بتوصيل بعض المساعدات الإنسانية الحيوية، وساهم في إجراءات بناء الثقة.
لكن ورد في بيان للبلدين: “وقعت انتهاكات، وفي أعقاب انتهاء سريان وقف إطلاق النار قصير الأمد، يشعر الوسطاء بخيبة أمل شديدة، بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف الذي نندد به بشدة”.
وعقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في السادسة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينتش)، قال شهود إنّ الاشتباكات والقصف المدفعي استؤنفا في شمال أم درمان. كما أشاروا إلى وقوع اشتباكات في جنوب الخرطوم ووسطها، وفي شمبات على نهر النيل في مدينة بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة أم درمان.
واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 نيسان/أبريل، بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني.
وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين من بينهم عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، ونزوح أكثر من 1.9 مليون، ما سبب أزمة إنسانية كبيرة، وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.
ويتركز القتال في العاصمة، التي تحول معظمها إلى ساحة قتال، وتعاني من النهب والاشتباكات. كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى، مثل إقليم دارفور بغرب البلاد، الذي يعاني أساساً، من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاماً.
وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع.
وشهدت المدينة انقطاعاً واسعاً في الاتصالات لعدة أسابيع.
ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع، مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.
وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة، ومصدراً للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي. وتقول قوات الدعم السريع إنّها تحاول مواجهة أعمال النهب، وتنفي مسؤوليتها عن العنف في دارفور.
وعبر نحو 400 ألف من النازحين إلى البلدان المجاورة، نصفهم تقريباً اتجه شمالاً إلى مصر.
من ناحيتها، شددت مصر، السبت الماضي، إجراءات الدخول إلى أراضيها، وأصدرت قراراً جديداً يلزم جميع السودانيين من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاماً الحصول على تأشيرة.
وحتى قبل تغيير القواعد، واجه آلاف السودانيين فترات انتظار طويلة عند الحدود في أثناء محاولتهم الحصول على تأشيرات. وذكرت مصادر في مطار القاهرة أنه تم ترحيل 22 مواطناً سودانياً، بعد رفض منحهم تأشيرات دخول بموجب القواعد الجديدة.