أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بحلول الإثنين المقبل.
وقال بايدن في تصريحات صحافية: “”أخبرني مستشاري للأمن القومي إننا قريبون، نحن قريبون”، وذلك في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف: “لم يتم الأمر بعد، وآمل أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول يوم الإثنين المقبل”.
ورغم المحاولات الأميركية الترويج إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق محتمل، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعيق التوصل إلى اتفاق.
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، اسماعيل هنية، أكد أمس، أنّ الحركة وافقت على مسار المفاوضات بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استجابةً لجهود الوسطاء، مُشيراً إلى أنّها أبدت جديةً ومرونة عاليتين أمام استمرار الاحتلال في المماطلة.
وقال هنية إنّ حركة حماس لن تقبل أسلوب المماطلة، الذي ينتهجه الاحتلال، وإنّ “الوقت لن يكون مفتوحاً لهذه المماطلة”.
وقبل يومين، أكّدت مصادر خاصة في المقاومة الفلسطينية للميادين أنّ اجتماع باريس الثاني بشأن صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي حاول “جسر الخلافات بين حركة حماس وإسرائيل”.
وشدّدت المصادر في الوقت نفسه على أنّ الاحتلال أعاق التوصل إلى اتفاق نهائي، فيما لا تزال الفجوة كبيرةً بين الطرفين، ولا سيما مع الرفض الإسرائيلي للوقف النهائي لإطلاق النار والانسحاب الكامل، موضحةً أنّ الاجتماع شهد بعض التغييرات غير الكافية في الموقف الإسرائيلي.
كما أشارت المصادر إلى أنّ حماس ترى أنّ الاحتلال يحاول كسب الوقت والمماطلة من أجل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، لأنّ ذلك سيفجّر أزمةً داخليةً لديه.
وفي هذا الإطار، أشارت المصادر الخاصة في المقاومة للميادين إلى إغفال المطالب الرئيسية لحماس، على الرغم من حصول بعد التقدم في نقاط محدّدة. ووفقاً لها، فإنّ التقدم الواضح في الاجتماع الثاني هو زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم.
المصادر لفتت أنّ نسبة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال ارتفعت من أسير إسرائيلي واحد مقابل 3 أسرى فلسطينيين، إلى نسبة تتراوح بين 3 و13 أسيراً فلسطينياً، مقابل كل إسرائيلي.
كذلك، نصّت نتائج الاجتماع على عودة النازحين، لكن بصورة محدودة ومتدرّجة، بعد أن نصّ الاجتماع الأول على “إعادة النظر” في عودتهم، بينما تصرّ حماس على عودتهم بصورة كاملة، خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، بحسب ما أفادت به المصادر للميادين.
ومن الأمور التي جرى إغفالها أيضاً هو أن ينصّ الاتفاق على وقف إطلاق نار نهائي، إلى جانب انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزّة، وفقاً لما أوضحته المصادر.
الجدير ذكره، أن حديث بايدن وإعرابه عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يأتي بالتزامن مع مواصلة الإدارة الأميركية دعمها لـ”إسرائيل” في عدوانها على قطاع غزة، وهو عدوان ما كان ليستمر دون هذا الدعم.
ورغم الانتقادات الأميركية لنتنياهو، إلا أن سياسة واشنطن تجاه “إسرائيل” لم تتغير، وهو ما أكدته شبكة “أن بي سي نيوز” الأميركية في وقت سابق. ناهيك عن المصلحة المشتركة الأميركية – الإسرائيلية في “القضاء على حماس”، وهو ما عجز العدوان عن تحقيقه.