لم تستطع إسرائيل أن تخفي أيديها الملطخة بدماء الغزيين المحاصرين في القطاع الساحلي، بعد أن ارتكبت آلة الحرب الإسرائيلية شتى جرائم الإبادة الجماعية في حق السكان المدنيين، منذ ما يقرب من عامين.
حدد قرار للأمم المتحدة صدر عام 1948 معايير الإبادة الجماعية، ووفقًا للرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، تُعتبر أفعال إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية، بحسب موقع “إن تي في” الألماني.
تعتبر الرابطة العالمية الرائدة لعلماء الإبادة الجماعية أن المعايير القانونية للإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة قد استُوفيت، وينص قرار اعتُمد أخيرًا على أن سياسات إسرائيل وأفعالها في غزة تُطابق التعريف القانوني للإبادة الجماعية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
جرائم متعمدة
وأُقر القرار بأغلبية 86% من أصوات الأعضاء المصوتين، وفقًا لميلاني أوبراين، رئيسة الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، وتتهم الرابطة الحكومة الإسرائيلية بارتكاب جرائم ممنهجة ضد الإنسانية، وجرائم حرب، وإبادة جماعية في قطاع غزة، بما في ذلك هجمات عشوائية ومتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمنازل والمباني التجارية.
وتزعم إسرائيل باستمرار أنها لم ترتكب إبادة جماعية، وبررت أفعالها بالدفاع عن النفس، وتدافع عن نفسها ضد دعوى قضائية مُقابلة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
تُعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية لعام 1948 الإبادة الجماعية بأنها جرائم تُرتكب “بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه”.
الصحفيين والكوادر الطبية
ويُدرج القرار الهجمات المتعمدة على الصحفيين والكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى حجب الغذاء والماء والدواء والكهرباء.
ونتيجةً للهجمات الإسرائيلية، جُرح أكثر من 143 ألف شخص، واستشهد أكثر من 60 ألف شخص، من بينهم أكثر من 50 ألف طفل بين قتيل وجريح، ويُعتبر الأطفال فئةً مُستضعفة بشكلٍ خاص، حيث يشير استهدافهم المُستهدف إلى نية تدميرهم جزئيًا على الأقل.
وقال أستاذ القانون الدولي، أوبراين: “إن ما يحدث على أرض الواقع في غزة يُعد إبادة جماعية، وهو تصريح قاطع من خبراء في مجال أبحاث الإبادة الجماعية”.
وبدأت إسرائيل الحرب الوحشية في قطاع غزة في أكتوبر 2023، وتضررت أو دُمرت معظم المباني في المنطقة، واضطر جميع السكان تقريبًا إلى الفرار.
وأعلنت اللجنة الدولية للمعالجة الإنسانية لفلسطين(IPC)، المعترف بها من الأمم المتحدة، أخيرًا عن مجاعة من صنع الإنسان في مدينة غزة وبعض المناطق المجاورة.