دخلت الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي يومها الـ 42، حيث يواصل جيش الاحتلال عملياته في قطاع غزة، في الوقت الذي تتصدى له فيه الفصائل الفلسطينية بشراسة على عدة محاور بشمال قطاع غزة، محاولة لوقف القوات الإسرائيلية المتوغلة، مع استمرار قصف المدن الإسرائيلية ووقف تحت خط نيران فرضته المقاومة في حربها الجديدة ضد الكيان المحتل.
وعلى مدار الـ 42 يوما، تكبدت إسرائيل خسائر فادحة، حيث أسقطت المقاومة الفلسطينية حماس في يوم 7 أكتوبر خلال عملية طوفان الأقصى نظرية الأمن الإسرائيلي الذي استمرت إسرائيل في ترويجها خلال عشرات السنوات، أما في الداخل الإسرائيلي، فقد وقع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في ورطة كبيرة، بعدما انخفضت شعبيته، حيث كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية ، اليوم الجمعة، عن تراجع قوة حزب “الليكود” الحاكم، ويوجد 50% من الإسرائيليين يفضلون بيني جانتس لرئاسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدلا من بنيامين نتنياهو.
أما في ساحة المعركة على أرض قطاع غزة، فيبدو لقراء المشهد من الخارج أن القوات الإسرائيلية متوغلة إلى مناطق عميقة شمال القطاع، ولكن في حقيقة الأمر فإن قوات الاحتلال تتكبد يومات عشرات الجنود والآليات، ووقع الجيش الإسرائيلي في فخ لا يمكنه الخروج منه، فلو خرج دون تحقيق أهدافه، يعني ذلك إعلان للهزيمة، ولو استمر في القتال فستسمر معاناته وخسائره في القطاع.
وفي هذا الإطار، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، أمس الخميس، عن مقتل 372 جنديا منذ 7 أكتوبر، زاعما في إفادة صحفية، أن الجنود عثروا على فتحة نفق داخل مجمع مستشفى الشفاء بـ قطاع غزة وأسلحة كثيرة في مستشفى القدس بقطاع غزة، وواصل المزاعم التي لا دليل لها قائلا: “عثرنا على سيارة بها أسلحة تابعة لحماس داخل مستشفى الشفاء بقطاع غزة”.
من جانبها، كذّبت منظمة هيومن رايتس ووتش، مزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن إسرائيل لم تقدم أي دليل حتى الآن يبرر فقد مستشفى الشفاء في غزة وضعه المحمي قانونا، موضحة أن عمليات حجب أو تقييد الوصول للإنترنت في قطاع غزة تنتهك حقوقا متعددة وقد تكون قاتلة أثناء الأزمات.
وأوضحت المنظمة، أن قرار إسرائيل بمنع إيصال الوقود إلى غزة سيؤدي لانقطاع كامل للاتصالات ما لم يتم تدارك ذلك.
من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الخارجية الأمريكية زعمت استخدام حماس للمستشفيات والمدارس كمواقع عسكرية، هو تكرار لرواية كاذبة مفضوحة، بيّنتها مسرحيات المتحدث باسم جيش الاحتلال الركيكة والمثيرة للسخرية، موضحة أن الإصرار على الكذب وتجاهل دعوة الحركة وإدارة مستشفى الشفاء، للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، بتشكيل لجنة دولية لمعاينة المستشفيات والمدارس، للتأكّد من كذب رواية الاحتلال، يشير إلى مسؤولية الإدارة الأمريكية وشراكتها الاحتلال في جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
واختتمت: امتهان الكذب وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية سياسية وقانونية لا تسقط بالتقادم.
أما عن تطورات القتال بين الطرفين، فقد أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بسماع دوي صفارات الإنذار الصاروخية في المستوطنات المحيطة بغزة، ووفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل فإن تلك المستوطنات فارغة إلى حد كبير منذ أحداث 7 أكتوبر، مشيرة إلى أنه لا توجد تقارير فورية حتى الآن عن أضرار أو إصابات جراء الضربات الصاروخية.
وفي وقت سابق من اليوم، كشف مصدر فلسطيني لوكالة أنباء العالم العربي، أن القوات الإسرائيلية ستبقى في أماكن تمركزها الحالية ولن يكون هناك إعادة انتشار، مشيرًا إلى وجود توافق بين حماس وإسرائيل على كل تفاصيل عملية تبادل الأسرى، وأن صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين ستتم على 3 مراحل.
استهداف 3 آليات وإسقاط طائرة
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الجمعة، استهداف 3 آليات عسكرية إسرائيلية في محاور التقدم غربي قطاع غزة، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية “صفا”، قالت سرايا القدس إنها استهدفت 3 آليات عسكرية صهيونية بقذائف “التاندوم” في محاور التقدم غرب غزة بالصبرة وتل الهوا.
وكانت سرايا القدس، أعلنت في وقت سابق أنها أسقطت طائرة إسرائيلية من نوع “سكاي لارك” بدون طيار والسيطرة عليها، كما تمكن مقاتليها من قصف مجمع “مفتاحيم” بقذائف الهاون من العيار الثقيل واستهداف موقع “مارس” العسكري برشقة صاروخية مركزة.
من جانبه، أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، أن أبطال المقاومة يسطرون على أرض غزة صفحات مجد في الشجاعة ويوجهون ضربات موجعة لجيش العدو، وأن الشعب الفلسطيني يواصل المقاومة وخوض معركة الشرف والعزة في مواجهة أحد أكثر جيوش العالم إرهابا، مشيرا إلى أن المقاومة تخوض مع العدو الصهيوني صراعا استراتيجيا لن نكون فيه إلا منتصرين بإذن الله.
وشدد هنية، على أن إسرائيل لن تكون قادرة على استعادة الأسرى إلا بدفع الثمن، وإن أراد العدو معركة طويلة فالمقاومة نفسها أطول وستكون لها الكلمة الفصل، وسيري العالم كتائب القسام وفصائل المقاومة وهي تدحر الاحتلال من قطاع غزة، مطالبا كل الذين يساندون العدو ويمنون النفس بتغيير الواقع إن حركة حماس متجذرة وملتحمة بشعبها فصاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين هو الشعب الفلسطيني.
نتنياهو يعلن عن هدنة مشروطة
وفيما يتعلق بالهدنة المقرر عقدها بين الطرفين، لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، بإمكانية إعلان هدنة مؤقتة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك شريطة أن تفرج حركة حماس الفلسطينية عن الأسرى، موضحا في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية: “قد يكون هناك هدنة مؤقتة في غزة إذا تمكنا من استعادة الرهائن”.
وأضاف نتنياهو، أن أحد أسباب اقتحام القوات الإسرائيلية للمستشفى هو الحصول على مؤشرات قوية بوجود الرهائن في المستشفى.
صدى البلد