استيقظ العالم على طوفان مدمّر للاحتلال غير مسبوق في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وفي سجلات الكيان الصهيوني الغاصب، طوفان الغضب الشعبي الفلسطيني الذي هز كيان الاحتلال وفرّق صفوفه وشتت أحلامه. فقد هذا الكيان المجرم ثقة أتباعه وجنوده بعد أن كشفت المقاومة عن قناعه المزيف، والآن جاءت الأسلحة الأمريكية المتطورة لتنقذ فتات ما بقي من قوته العسكرية.
لن يعود الكيان الصهيوني كما كان، ولن يتشدّق مجدّداً بمناعة حصونه وبجاهزية أجهزته الاستخباراتية وبجيشه الذي قُهر فعلاً. وعندما نأتي إلى الدول التي طبّعت مع الاحتلال نرى أنها تجد نفسها اليوم في حرج كبير بشأن الموقف الذي ستّتخذه، وقد تهاوت كل أوهام الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
إن ما ميّز حرب طوفان الأقصى هو عنصر المفاجأة، ورغم أنها تعدّ من بين الشروط الأساسية في كل الحروب، فإن المفاجأة في هذه الحالة جديرة باهتمام خاص، كونها الوجه الآخر للفشل الاستخباراتي الإسرائيلي الفاضح والذي يمكن تقدير حجمه الأولي من خلال عدم وجود استعدادات لمواجهة عملية عسكرية من غزّة، كبّدت إسرائيل خسائر كبيرة على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
كما أن حرب طوفان الأقصى ليست كسابقاتها من حيث التأثير على اقتصاد الاحتلال، وهناك توقعات بتداعيات قاسية على الاستهلاك الخاص والاستثمارات وضعف الشيكل، ومن المحتمل أن تواجه الأسواق المحلية صعوبة في التعافي من آثار هذه الضربة العنيفة.
بعد أن أدار الجميع ظهره لفلسطين، ولم تعد تثير اهتمام أحد، ستعيد معركة طوفان الأقصى لفلسطين المكانة التي تستحقها، وما بعد هذه المعركة لن يكون ما قبلها، لهذا فهي معركة فاصلة، وسيجلها التاريخ بأنها أعادت بناء حلم تحرير فلسطين من الاحتلال الغاصب.