يتفكك الكيان الصهيوني يوما بعد يوم بسبب سياسته العنصرية الفاشلة، وبسبب قوة المقاومة الفلسطينية وسياستها الحكيمة، فعمليات المقاومة البطولية تتصاعد كل يوم، عبر عمليات عسكرية نوعية تستهدف جنود وضباط جيش الاحتلال الصهيوني، ترسم المقاومة الفلسطينية خطوطا حمراء في وجه كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتؤكد أنه لن تمر جريمة من جرائمه بدون رد في عقر داره.من الطبيعي أن تكتسب قوى المقاومة زخمها السياسي جراء انعكاس فعالية مقاومتها العسكرية، إذ أثبتت أن ضرباتها للاحتلال مؤثرة، ما أكسبها مكانة فرضتها رقماً سياسياً مهماً بعد جولات قتال كانت أشبه بالحرب الشاملة خاضتها بكل بسالة وشجاعة وحرفية أدهشت الجميع، فعلى الرغم من فارق القوة العسكرية بين المقاومة والاحتلال، فإنَّ المقاومة لم تترك وسيلة في الميدان العسكري والسياسي إلّا واستخدمتها.
وفي الوقت الذي تعيش المقاومة الفلسطينية حصاراً خانقاً يمنع إمدادها بالعدة والعتاد والخبرات، وفي ظل وجود طاقات عربية وإسلامية تريد الجهاد والمشاركة في تحرير فلسطين، فإنّ المقاومة أتاحت الفرصة أمام أصحاب العقول والتخصصات الإلكترونية للمشاركة في مواجهة العدو، وهو الأمر الذي عزّز قدراتها وقوتها في مواجهة الاحتلال، حيث استطاعت المقاومة عبر السلاح الإلكتروني، إلحاق الضرر عدة مرات بعمل منظومة “القبة الحديدية” والتأثير فيها.
فمحور لم يأتِ نتيجة هندسات مسبقة حتى وصل إلى ما هو عليه من تحالفات وتراكم قوى، بل تكّون بشكل تلقائي ممن كان لديهم حس وطني وقومي وإسلامي، وممن اشتركوا في معاناتهم من الهيمنة الأمريكية، والإعتداءات الإسرائيلية، فهو محور نابع عن فكر ناضح وقلب طاهر عرف طريق الحق والصواب والجهاد ورفض الذل والخضوع أمام أعداء الدين والإنسانية.