حرّرت كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في غزة 39 أسيرةً وأسيراً قاصراً من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية من اتفاق الهدنة الذي جاء وفقاً لشروط المقاومة، وصفقة التبادل مع أسرى إسرائيليين.
ويأتي تحرير هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين بعد انقضاء اليوم الثاني للهدنة التي تستمر 4 أيام، بعد أن أُجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الخضوع لشروط المقاومة الفلسطينية.
وعمّت الاحتفالات مدينة القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية، على الرغم مما مارسه الاحتلال من مضايقات، بحيث أغلقت قواته الطرق وكثّفت الحواجز.
ورفع المحتفلون الأعلام الفلسطينية، وأعلام حركة حماس، إلى جانب أعلام المقاومة الإسلامية في لبنان، حزب الله.
ووصلت الأسيرة المحررة الجريحة إسراء الجعابيص إلى منزلها في القدس المحتلة، حيث عانقت نجلها للمرة الأولى، منذ 8 سنوات.
وتعمّد الاحتلال ممارسة سياسة الإهمال الطبي في حقها، على الرغم من حاجتها إلى إجراء عدة عمليات جراحية بفعل جروح بالغة تعرضت لها بعد أن أطلق الاحتلال النار على سيارتها وتسبّب بإشتعال النيران فيها، عام 2015.
ومن منزلها، أكدت الأسيرة المحررة أنّ الفتيات في سجون الاحتلال تعرضن لمضايقات “لا يمكن الحديث عنها”.
وكانت قوات الاحتلال اعتدت على الصحافيين في منزل الأسيرة المحررة، من أجل إخراجهم منه.
ووصلت الأسيرة المحررة نورهان عواد إلى منزلها في مخيم قلنديا، شمالي القدس المحتلة.
وقبل ذلك، زارت ضريح ابنة عمّها الشهيدة هديل وجيه عواد، التي ارتقت برصاص قوات الاحتلال قبل 8 أعوام، أثناء وجودها مع الأسيرة المحررة، بعد اتهامهما بـ”محاولة تنفيذ عملية طعن”.
وفي تصريح للميادين، ترحّمت الأسيرة على أرواح الشهداء في غزة، مؤكدةً أنّ “شعاع النصر انطلق من صبر أهالي القطاع”.
وشدّدت على أنّ قوات الاحتلال “أساءت معاملة الأسيرات قبل إطلاق سراحن، من دون أن توضح لهن ماذا يجري، مشيرةً إلى أنّ وضع الأسيرات في سجون الاحتلال صعب جداً، وهن معزولات عن العالم وعن بعضهن بعضاً”.
كذلك، وصلت الأسيرة المحررة شروق دويات إلى منزلها في القدس المحتلة، وهي الأطول محكوميةً بين الأسيرات في سجون الاحتلال.
وتحرّرت أيضاً الأسيرة ميسون الجبالي، عميدة الأسيرات الفلسطينيات، بعد أسرها لما يزيد على 8 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأُعيد لمّ شمل الأسيرة المحررة فدوى حمادة مع عائلتها وأطفالها في منزلها بقرية صور باهر، جنوبي القدس المحتلة، عقب تحرّرها من السجون الإسرائيلية، بعد 6 سنوات من الأسر، قضت خلالها فترات طويلة في العزل.
وعاد الأسير المحرر الطفل عمر شويكي إلى أحضان عائلته، بعد أن انتزعت المقاومة الفلسطينية حريته، إلى جانب أكثر من 30 أسيراً فلسطينياً قاصراً.
وقبيل خروج الأسرى والأسيرات، أجبرت قوات الاحتلال الصحافيين على إخلاء محيط سجن “عوفر”، غربي رام الله، واعتدت على الطواقم الطبية والصحافية هناك، في محاولة لمنع نقل فرحة الفلسطينيين بتحرر أسراهم.
يأتي ذلك بعد أن أكدت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية أنّ “استقبال الدفعة الثانية من الأسيرات والأسرى سيكون في ساحة بلدية البيرة”.
وتوجّه المواطنون الفلسطينيون بأعداد كبيرة جداً إلى البيرة، حيث احتشدوا لاستقبال الأسرى الذين حررتهم المقاومة الفلسطينية.
بدورها، أعادت المقاومة الفلسطينية دفعةً ثانيةً من الأسرى لديها، ووثّقت كتائب القسام تسليمها إلى الصليب الأحمر.
والجمعة، أي اليوم الأول من الهدنة، خرج 10 أسرى تايلانديين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، سهّلت إيران الإفراج عنهم بناءً على طلب وزارة الخارجية التايلاندية ورئاسة البرلمان في البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني.
يُذكر أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أفاد السبت، بالتمكن من “تذليل العقبات، عبر اتصالات قطرية – مصرية، بعد تأخير إطلاق سراح الأسرى”، بفعل العرقلة الإسرائيلية.
وقال الأنصاري إنّه سيتمّ الليلة الإفراج عن 39 من الأسرى الفلسطينيين في مقابل خروج 13 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، بالإضافة إلى 7 من الأجانب، خارج إطار الاتفاق.
بدورها، قالت حركة حماس إنّها استجابت للجهود المصرية القطرية، التي نشطت طوال اليوم، من أجل ضمان استمرار اتفاق الهدنة الموقتة.
وأكّدت الحركة أنّ “الجانبين المصري والقطري نقلا التزام الاحتلال كل الشروط التي نصّ عليها الاتفاق”.