كشفت شهادات حية لشهود عيان عن سقوط 31 شهيدًا وإصابة أكثر من 170 فلسطينيًا برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في أثناء توجههم للحصول على المساعدات الغذائية بقطاع غزة.
الشهادات التي جمعتها وكالة أسوشيتد برس من مسؤولين صحيين وشهود عيان، أفادت بأن الهجوم قد وقع بقصد القتل، قبل الفجر بقليل، وذلك على بعد نحو كيلومتر من موقع توزيع المساعدات الذي تديره المؤسسة المدعومة إسرائيليًا.
شهادات مروعة
روى عمرو أبو تيبة، الذي كان ضمن الحشود المتوجهة للحصول على المساعدات، تفاصيل مروعة حول الواقعة، إذ قال: “كان هناك إطلاق نار من جميع الاتجاهات، من السفن الحربية البحرية والدبابات والطائرات المسيرة”.
وأضاف: “رأيت ما لا يقل عن 10 جثث مُصابة بطلقات نارية وعدة جرحى آخرين بينهم نساء”، واصفًا المشهد بـ”مروع”.
ومن جانبه؛ ذكر إبراهيم أبو سعود، لأسوشيتيد برس، أن جيش الاحتلال أطلق النار من مسافة نحو 300 متر، مؤكدًا أنه شاهد العديد من الأشخاص المصابين بطلقات نارية، بما في ذلك شاب توفي بالمكان، “لم تُقدم له المساعدة”، حسب ذكر “أبو سعود”.
وفي شهادة مؤثرة، روى محمد أبو تعيمة – 33 عامًا – تفاصيل استشهاد ابن عمه وامرأة في أثناء توجههما نحو موقع التوزيع، موضحًا أن ابن عمه أُصيب برصاصة في صدره، بينما كان صهره من بين الجرحى، جراء النيران الكثيفة التي فتحها الاحتلال صوبهم.
شهادات طبية
قدّم الدكتور مروان الحمص، المسؤول في وزارة الصحة بمستشفى ناصر، شهادة طبية مهمة لوكالة أسوشيتد برس حول طبيعة الإصابات، إذ قال إن معظم الشهداء والجرحى أُصيبوا في الجزء العلوي من أجسامهم، وخصوصًا في الرأس والرقبة والصدر، ما يشير إلى قصد القتل وليس مجرد التحذير.
من جهته، أفاد الجراح خالد السر، “بوصول 150 جريحًا المستشفى، إضافة إلى 28 جثة شهيد”.
وأكدت نور السقا، المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، أن ردهات المستشفى امتلأت بالمرضى.
وأشارت إلى أن وجه الاختلاف الأبرز بين عملها المعتاد ووقائع “مصيدة القتل”، يتمثل في أن أغلب الضحايا كانوا من الرجال، على عكس ما كانت تشاهده من قبل، حيث كان معظم المرضى نساء وأطفالًا، ما يشير إلى أن الرجال كانوا في المقدمة يحاولون تأمين الطعام لأسرهم.
أرقام صادمة
سجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان رسمي أرقامًا صادمة، إذ استقبل مستشفاها الميداني في مدينة رفح الفلسطينية 179 إصابة بينهم نساء وأطفال، وأعلن استشهاد 21 منهم فور الوصول، معظمهم بجروح ناتجة عن طلقات نارية أو شظايا.
وأكدت اللجنة وفقًا لما نقلته أسوشيتد برس، أن “جميع المرضى قالوا إنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع المساعدات”، واصفة الحادث بأنه يمثل أكبر عدد من المصابين بأسلحة في حادث واحد منذ إنشاء المستشفى قبل أكثر من عام.
مصيدة موت مهندسة
وصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة لأونروا، توزيع المساعدات في بيان رسمي، بأنه أصبح “مصيدة موت”، بينما اعتبر جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني في غزة، النظام الجديد بمثابة “شحة مهندسة”، وفقًا لتصريحات سابقة نقلتها “أسوشيتد برس”.
ومن جانبها؛ أكدت سيندي ماكين، رئيسة برنامج الغذاء العالمي، لشبكة ABC الأمريكية، أن الموظفين في الميدان أبلغوا عن استشهاد أشخاص، ووصفت الحادث بـ”المأساة”.