دان المؤتمر القومي العربي برئاسة أمينه العام حمدين صباحي، في بيان اليوم الجمعة، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الأبرياء والمحاصرين، في شارع الرشيد بمدينة غزة، أمس الخميس.
وقال البيان، إنّ الفلسطينيين يعانون الجوع والعطش، جراء العدوان الإسرائيلي المجرم، والذي يلاحقهم بآلة حربه، تدميراً وقتلاً وتشريداً، أمام مرأى ومسمع العالم، مؤكّداً أنّ “هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم التي مارسها العدو ويمارسها على أهلنا في قطاع غزة، قد كشفت عن زيف وكذب دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي خدعنا بها منذ عقود، وأظهرت الوجه الحقيقي البشع لدول وقوى الاستكبار والرجعية والامبريالية، التي تقتل بسلاحها أو تآمرها أو صمتها، الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة”.
وشدد البيان على أنّ هذه المجزرة تستدعي بشكل طارئ وفوري العمل على “اتخاذ موقف تاريخي لوقف الإبادة الجماعية التي يصرّ العدو الصهيوني استكمالها بحق أهلنا في غزة، مستفرداً بهذا الشعب البرئ الذي يدافع عن حقه في الوجود ويجهد لتحرير أرضه المحتلة”.
وأشار إلى أنّ المؤتمر القومي العربي، وبما يمثله من نخب وشخصيات وفعاليات، يطالب جميع الدول العربية “بالخروج عن صمتها، واتخاذ موقف عربي موحد وشجاع، لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الذين يستغيثون ويستنجدون وينادون كل الشرفاء في العالم، وحقهم العربي علينا أن نغيثهم وننقذهم من آلة الحرب الصهيونية التي تفتك بهم”.
وتوجّه المؤتمر القومي إلى الدول العربية، حكاماً وحكومات، قائلاً لهم “إنّ التاريخ لن يرحم، فكل صامت أو متخاذل منا سيكتبه التاريخ شريكاً للكيان الصهيوني، في هذا القتل والإبادة لإخواننا الفلسطنيين في قطاع غزة”، معرباً عن وقوفه إلى جانب “أي قرار صائب” تتخذه لوقف هذه الإبادة الجماعية وحماية هذا الشعب وحفظ حقه بمقاومته لتحرير أرضه ومقدساته.
كما توجّه البيان إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية مطالباً “بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية والإنسانية في وقف هذه الابادة الجماعية”، مشيراً إلى أنهم إذا لم يبادروا للقيام في واجباتهم فإنهم يعتبرون حكماً “شركاء لهذا الكيان الصهيوني في إجرامه المتمادي والذي يجب أن يُحاكم ويحاسب عليه”.
بيان المؤتمر القومي العربي طالب أيضاً المجتمع الدولي “باتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لتوصيل المساعدات الغذائية الملحّة وبشكلٍ آمن الى أهلنا في القطاع، وضمان عدم تكرار هذه الجريمة النكراء من قبل العدو الصهيوني المجرم”.
وفي 11 شباط/فبراير الماضي، اعتبر صبّاحي أنّ العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، هو عدوان ثلاثي جديد “ينفّذ من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا وإسرائيل”، مذكّراً بمقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، “سنقاتل… ولن نستسلم”.
بيان المؤتمر القومي العربي جاء بعد المجزرة المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الرشيد بمدينة غزة، وذلك أثناء انتظار الفلسطينيين المساعدات، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 112 شهيداً وجرح 700، وفق ما أفاد مراسل الميادين في غزة، فجر اليوم الجمعة.
وكان مصدر ميداني في المقاومة الفلسطينية في غزة قد أكّد للميادين، أنّ دبابات الاحتلال الإسرائيلي داست على أجساد المواطنين، فيما أطلقت أخرى قذائف حارقة تجاههم، وأنّ قوات خاصة إسرائيلية اعتقلت مئات المواطنين وساقتهم إلى منطقة مجهولة قرب صالة البيدر على شارع الرشيد.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم، بأنّ عدد الضحايا بلغ 30.228 شهيداً و71.377 إصابة، منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.