يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية، منذ أكثر من عام، على كامل قطاع غزة، مكثفاً في الأسابيع الماضية عدواناً وحشياً على المناطق الشمالية ضمن مخطط ممنهج لتهجير سكانه وإعدام الحياة.
وارتقى 7 شهداء، إضافة إلى جرح آخرين، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف “مدرسة زيد بن حارثة”، التي تؤوي نازحين في بيت لاهيا.
وأكد مراسل الميادين أنّ الاحتلال قصف مربعاً سكنياً في محيط مستشفى كمال عدوان، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حريق في المكان، مضيفاً أنّ شهيداً ارتقى وأُصيب آخرون في استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في جباليا البلد، شمالي القطاع.
وارتقى 7 شهداء وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع العجارمة في مخيم جباليا.
في مدينة غزة، أفاد مراسلنا بوصول جثامين 6 شهداء إلى المستشفى المعمداني بعد استشهادهم في حي الزيتون. ووصل عدد الشهداء إلى 8، من جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من الأشخاص في محيط صالة النجوم في الحي نفسه.
وقال المراسل إنّ 3 إصابات وقعت في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم البريج، وسط قطاع غزة.
وجنوبي القطاع، ارتقى 4 شهداء في قصف الاحتلال محيط عيادة جمعية “التوبة”، شرقي بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس. وارتقى 5 شهداء أيضاً في قصف الاحتلال منزلاً في منطقة خربة العدس، شمالي مدينة رفح.
وأشارت مصادر طبية إلى ارتقاء 70 شهيداً، 57 منهم في المناطق الشمالية، في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، منذ فجر اليوم الثلاثاء.
حماس: أكثر من 700 شهيد.. لاستخدام مقدرات الأمة ووقف المذبحة شمالي القطاع
وقالت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، إن ما يرتكبه الاحتلال في المناطق الشمالية من القطاع “يشمل الإعدام الميداني والقتل المتعمّد للمدنيين، والاعتقال والإخلاء القسري، عبر استخدام القوَّة، وتحت وطأة المجازر والقصف الوحشي”، إضافةً إلى “التجويع، والحصار، والهجوم على المستشفيات، وقصف المنازل وتدميرها، ورفض إدخال المساعدات والوقود، بهدف تهجير شعبنا وإبادته، وخلق واقع جغرافي وديموغرافي جديد، ضمن ما بات يعرف بخطة الجنرالات”.
وأكدت الحركة، في تصريح صحافي ألقاه القيادي فيها أسامة حمدان، أنّ الاحتلال يرفض، منذ 18 يوماً، كلّ الطلبات والمناشدات الأممية الداعية إلى إدخال الغذاء والدواء والوقود للمستشفيات، كما يرفض طلبات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، شمالي غزة.
ووثّقت الحركة ارتقاء أكثر من 700 شهيد خلال هذه المدة، لافتةً إلى أنّ هذا العدد الكبير من الشهداء لا يشمل من هم تحت الأنقاض، أو لا تصل إليهم سيارات الإسعاف، مرجّحةً أنّ هذا العدد مرشّح للارتفاع، في ظل تصعيد “جيش” الاحتلال كل أنواع جرائم الإبادة الجماعية والمجازر.
وشدّدت حماس على أنّ استمرار السكوت عن دعم الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية للاحتلال، بالمال والسلاح، يجعل هؤلاء شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضدَّ الشعب الفلسطيني.
وبشأن المجتمع الدولي، جدّدت الحركة التذكير بأنَّ “صدقية المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية، وعلى رأسها مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، باتت على محكّ المواثيق والقيم التي قامت عليها”.
وفي أجواء جولة جديدة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للمنطقة وكيان الاحتلال، شدّدت حماس على أحقية الشعب الفلسطيني في اتخاذ خياراته كافة، عبر إرادته الحرَّة المستقلة.
ورأت أنّ المطلوب هو استخدام مقدّرات الأمة، “التي تؤلم هذا العدو وتكبح إرهابه ومخططاته العدوانية، التي لن تتوقّف عند حدود فلسطين”، في ظل العجز العربي والعجز الإسلامي عن التحرّك العملي والجاد لوقف المذبحة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت الحركة الدول العربية والإسلامية بالدعوة إلى انعقاد مجس الأمن الدولي بصورة عاجلة، والضغط لصدور قرار دولي يُوقف العدوان. كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بتوجيه دعوة عاجلة إلى وقف الإبادة الجماعية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة.
"نطالب الدول العربية والإسلامية بالدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل والضغط لاستصدار قرار بوقف العدوان."
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان #الميادين #غزة pic.twitter.com/pOFQbYVPwA
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 22, 2024
حركة “المجاهدين”: لكسر حاجز الصمت عن مجازر شمال غزة
وفي السياق، أكدت حركة المجاهدين أنّ شمالي قطاع غزة يتعرض لأبشع عمليات القتل والإبادة الجماعية، منذ أسابيع، في ظل حصار مطبق يفرضه الاحتلال، موضحةً أنّه يمنع كل سبل الحياة عن شمالي القطاع، تنفيذاً لما عُرف بـ”خطة الجنرالات “، من أجل إفراغه من سكانه.
ودانت الحركة، في بيانٍ، الصمت الدولي والتخاذل العربي إزاء مجازر الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الاحتلال، مطالبةً الشعوب العربية والإسلامية بكسر حاجز الصمت والقيام بواجبها لنصرة المظلومين في غزة، والذين يشكلون خط الدفاع الأول عن الأمة.
من جهتها، نظّمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وقفةً أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، استنكاراً لاعتداءات الاحتلال المتواصلة على الطواقم الطبية ومستشفيات شمالي القطاع.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بـ”التدخل الفوري لحماية المنظومة الصحية ووقف جرائم الاحتلال”.
وفي آخر الأرقام التي نشرها، أعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 42718 شهيداً و100282 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وسجّلت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، ارتكاب الاحتلال 7 مجازر ضد المدنيين في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 115 شهيداً و487 إصابة، خلال الساعات الـ 48 الماضية.
ولفتت الوزارة إلى أنّ الإحصاء لا يشمل الضحايا الذين لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.