يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى، لليوم الرابع على التوالي، في حين تبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً لحث الطرفين على الاتفاق على وقف اطلاق النار.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إن قواته تؤكد موافقتها على “هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”.
وأضاف أن “القوات المسلّحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار، وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو، وعرّضت أرواح المدنيين للخطر”، كشيراً إلى أنه ينتظر المزيد من المناقشات مع “وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول سبل معالجة هذه الانتهاكات”.
في المقابل،ـ أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر عفواً عمن يضع السلاح من الدعم السريع، فيما قالت قوات الدعم السريع إن “ثورة جديدة انطلقت منذ السبت ومستمرة لبلوغ غاياتها وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية”.
وأضافت في بيان “لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية، وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي”.
من جهتها، أكّدت لجنة أطباء السودان إن عدد القتلى المدنيين جراء الاشتباكات في السودان ارتفع إلى 144، وجاء في بيانها أنّ “عدد المصابين من المدنيين والعسكريين ارتفع إلى 1409”.
وكان بلينكن قد أجري محادثات منفصلة مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ووزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين دعوا إلى وقف الأعمال العدائية فوراً.
وتدور منذ صباح السبت الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، إذ يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات “الدعم السريع” وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، إلى العلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات “الدعم السريع” في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.