كتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية أنّ “عقوبات واشنطن وحلفائها على روسيا ستوقع الغرب في فخ نصبه لغيره”، معتبرةً أن “أهمية روسيا للعالم تتجاوز حجم اقتصادها، حيث تصدّر أهم المعادن والحبوب، وتتمتع بطاقات تقنية”.
وجاء في مقالة الصحيفة البريطانية أن “أهمية روسيا بالنسبة إلى العالم بأسره تتجاوز حجمها باعتبارها الاقتصاد الحادي عشر في العالم”، معتبرةً أن “إعادة توجيه روسيا صادراتها من النفط والغاز والفحم إلى المستوردين الآسيويين ستمثل صدمة اقتصادية كبيرة”.
ووفق الصحيفة، “قامت موسكو بتسليح صادراتها من الغاز هذا الأسبوع من خلال مطالبة الدول الأوروبية غير الصديقة بمدفوعات الروبل، لكن أسعار النفط والغاز المرتفعة ستحول الاستثمار مرة أخرى إلى الصناعات الاستخراجية، ما يهدد بعكس اتجاه إنقاذ الكوكب، نحو الطاقة النظيفة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إغلاق الجسر البري في منطقة أوراسيا في البحر الأسود سيؤدي إلى زيادة الضغط على طرق التجارة البحرية المزدحمة، حيث تعدّ روسيا مصدراً للعديد من المعادن الأساسية، وتستورد حوالى 25 دولة أفريقية أكثر من ثلث قمحها من روسيا أو أوكرانيا”.
وبحسب الصحيفة، “ممكن لروسيا تطوير تقنيات جديدة للخروج من هذا القفص الجيوسياسي؛ فقبل الحرب العالمية الأولى، حاولت ألمانيا الهروب من قبضة المملكة المتحدة الخانقة على شبكة الكابلات البحرية من خلال تطوير تقنيات لاسلكية جديدة. اليوم قد تسرّع روسيا من خططها “للإنترنت السيادي” للتهرّب من مراقبة الويب الأميركية.
وتابعت: “لدى واشنطن نفوذ للضغط على النظام المالي العالمي، لكن في كثير من الأحيان لا تستطيع الولايات المتحدة تحديد أهدافها”. وشددت الصحيفة على أنّ “روسيا ستكون قادرة على تطوير تقنيات جديدة، وبفضلها ستتمكن من الخروج من القفص الجيوسياسي”.
The Guardian view on the sanctions siege: pain felt way beyond Russia | Editorial https://t.co/9b5IjiLRLp
— The Guardian (@guardian) March 24, 2022
ومطلع هذا الشهر، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إنّ العقوبات التي فُرضت على روسيا ستؤثر في أوروبا أيضاً، مشدداً على ضرورة الاستعداد لذلك.
هذا وأكّد الرئيس الألماني في تصريحٍ له أنّ “أياماً صعبةً تنتظر بلاده بسبب الوضع في أوكرانيا”، داعياً المواطنين إلى الصمود واتّخاذ إجراءاتٍ تقشّفية.