الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد خلال كلمة له اليوم في مؤتمر الدول المانحة لليمن، ان 400 ألف طفل يمني يواجهون سوء تغذية حادا ويمكن أن يموتوا إذا لم يتلقوا علاجا عاجلا.
وقال غوتيريش ان أطفال اليمن معرضون لأخطار صحية عدة، مشيرا الى ان طفلا يموت كل 10عشر دقائق بسبب النزاع أو المرض. واضاف ان الامم المتحدة تحتاج إلى تمويل للمساعدات الإنسانية في اليمن بقيمة 3.5 مليار دولار هذا العام، داعيا الى حل سلمي للنزاع اليمني وبذل كل الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف، معتبرا ان السبيل الوحيد لتحقيق السلام باليمن هو وقف فوري لإطلاق النار وتدابير لبناء الثقة تليها عملية سياسية.
وردا على ذلك، قال رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبدالسلام ان وقف العدوان ورفع الحصار هو أكبر مساعدة يمكن أن تقدم لليمن.
عبد السلام وفي تغريدات له اكد ان دول العدوان تتحمل كامل المسؤولية عما حل باليمن من كوارث ومجاعة ودمار وخراب. واضاف ان دعوة الأمم المتحدة الدول المانحة لتقديم مساعدات لليمن لا تعفي دول العدوان من تحمل مسؤوليتها.
وقبل ايام حذر مسؤولون كبار الأمم المتحدة من أن مجاعة هائلة هي الاسوأ منذ عقود يمكن أن تضرب اليمن. وقال منسق الأمم المتحدة للمساعدات، مارك لوكوك، أن اليمن سيواجه هذه المجاعة في الأسابيع والأشهر المقبلة ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.
وأكد لوكوك ان هناك حاجة لنحو 4 مليارات دولار خلال العام الحالي فقط لتمويل العمليات الإنسانية لأن البلاد تتسارع نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم.
ولطالما أكدت الأمم المتحدة أن اليمن يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 80 في المائة من السكان إلى المساعدة، وهناك نحو 16 مليون شخص يعانون من الجوع، بينهم 5 ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة. وذلك الى جانب نحو 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.
في عام 2015 شنت السعودية عدوانها على البلاد، وذلك الى جانب فرض حصار خانق ايضا عليها، وهو ما فاقم الازمة الانسانية بشكل رهيب وكبير وانتشرت الامراض والاوبئة، حتى اصبح الطفل اليمني يقاس بالغرامات.
اليمنيون اكدوا اكثر من مرة ان الحل ليس عبر التعبير عن القلق واعلان الاحصائيات والتذكير بالوضع المأساوي وليس بجمع المنح والتبرعات.. الحل ببساطة هو ايقاف العدوان وفك الحصار عن البلاد، بعد ذلك من الممكن ان يتم جمع المنح واعمار البلد والقيام بالوضع الصحي والانساني في البلد وفق برامج وخطط مدروسة.
لنتخيل معا لو كان هذا الوضع الانساني المأساوي قد حدث في دولة اخرى، حليفة لواشنطن مثلا، فهل سيتم الاكتفاء بالقلق والتحذيرات والاحصائيات وجمع المنح والتبرعات؟ ام ستسعى الدول الكبرى ومعها الامم المتحدة ومجلس الامن وكل المحافل الدولية الى العمل بيديها واسنانها لايقاف الحرب، بل ومعاقبة الجناة والمعتدين اشد العقاب؟
سياسة الاستكبار ترى بعين واحدة وفق مصالحها.. فمن لا مصلحة لها معه او يعاديها، فلا مجال للانسانية في قاموسها..