عبّرت أحزاب سودانية إسلامية عن رفضها اتجاه السلطة الانتقالية الحاكمة إلى تطبيع العلاقات بـ”إسرائيل”.
ودان “التيار الإسلامي العريض”، وهو تيارٌ مؤلف من 10 أحزاب إسلامية سودانية، في بيان، هذه الخطوة، معبّراً عن “استغراب السودانيين أخبار زيارة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين”، للخرطوم، أمس الخميس.
واستقبل رئيس المجلس الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أمس الخميس، وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، في الخرطوم، وبحث معه في “سبل إرساء علاقات أمنية وعسكرية مشتركة”.
وأشارَ بيان “التيار الإسلامي العريض” إلى أنّ لقاء الخميس لم يكن الأول الذي يعقده رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، مع الاحتلال، فلقد حدث مثله في عام 2020، عندما التقى نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية، ومرة أخرى بعد أن سُمح لوفد “الموساد”، الزائر للخرطوم، بزيارة منظومة الصناعات الدفاعية وتفتيشها.
وكانت وزارة الخارجية السودانية أعلنت، الخميس، الاتفاق مع “إسرائيل” على المضي قدماً في سبيل تطبيع العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.
وكان البيت الأبيض أعلن، في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020، أنّ “إسرائيل” والسودان وافقا على تطبيع العلاقات بينهما. وعقب ذلك، أُزيل السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب من جانب واشنطن. وعلى الرغم من إعلان السودان انضمامه إلى اتفاقيات التطبيع، فإنه لم يوقع رسمياً حتى الآن عليها.
وفي السياق، كشف تقرير إسرائيلي، منذ أيام، عن محادثات أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع مسؤولين سياسيين في “إسرائيل”، مفادها أنّ “السودان في طريقه إلى الانضمام رسمياً إلى اتفاقيات التطبيع”.
https://twitter.com/sudantyar/status/1621235037818560512?t=GOsmGClnazryzSLH1cYolQ&s=19
وأبدى “التيار الإسلامي العريض” استغرابه جرأة قائد الجيش، الذي لا يحمل أي تفويض يخوّله التصرف، وفق هذا التحدي، في قضايا مفصلية، لا يحق لجهة أن تبتّ فيها من دون تفويض شعبي.
وأكد التيار رفضه أي علاقة بـ”اسرائيل”، في ظل احتلالها أراضي فلسطين وتدنيسها مقدسات المسلمين. كما رفض ما يجري الآن من تعقيدات في المشهد السياسي السوداني، وأوضح أنها صُنعت، بصورة خاصة، من أجل تمرير هذه الصفقات الفاسدة.
ولفت “التيار الإسلامي العريض” إلى نماذج الدول المطبّعة من حول السودان، قائلاً إنها “لم تحصد غير الهشيم والحسرة من علاقات خاسرة، ديناً ودنيا، بكيان مجرم”.
تحذير للسلطة الانتقالية
وناشد التيار الشعب السوداني رفضَ سياسة الأمر الواقع، والتي تقف خلفها جهات ودول “تسعى لتركيع السودان، عبر إضعافه وإدخاله في حظيرة التطبيع المُذّل عنوة”، مؤكداً ثقته بموقف السودانيين.
وحذّر السلطة الانتقالية الحاكمة، والتي وصفها بالفاقدة للتفويض، من “مغبة المضي في هذا الطريق الخاسر، وبيع إرادة شعب كامل يتوق إلى الحرية والكرامة والعيش الكريم”.
ودعا “التيار الإسلامي العريض” خطباء المساجد وأئمتها إلى إدانة هذا الحدث، وشرح الحقائق للمصلين، عبر خطبة الجمعة، وإلى تواصل حملات التعبئة ضد هذا السلوك المشين.
وعبّرت عدة أحزاب سودانية عن رفضها اتجاه الحكومة الانتقالية في البلاد إلى تطبيع العلاقات بالكيان الصهيوني. وجاء ذلك في بيانات منفصلة صادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الشعبي، ونقابة الصحافيين السودانيين.
تجمع المهنيين السودانيين يرفض التطبيع
في غضون ذلك، رفض الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، الوليد علي، تطبيع العلاقات بين المجلس الانتقالي في السودان و”إسرائيل”.
وأكّد علي أنّ عبد الفتاح البرهان، هو “رئيس مجلس استبدادي لجأ إلى أطراف خارجية من أجل دعم استبداده”.
وأضاف أنّ “نظام البرهان غير مقبول من السودانيين”، لافتاً إلى أنّ “نظامه يترنّح”.
ويراهن القادة العسكريون، الممسكون بزمام السلطة في السودان، الذي يمرّ في أزمات مستفحلة، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، على أنّ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي قد يعزز سلطتهم، بينما يبدو واضحاً أنّ الأزمات التي تعصف بالسودان أعمق كثيراً من أن يحلّها قرار تطبيع. كما أنّ عداء الشعب السوداني للاحتلال قد يجعل التطبيع على المستوى السياسي بلا مفاعيل على الأرض.