لا يخفى على أحد أن ألمانيا اصطفت منذ اللحظة الأولى لأحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى جانب إسرائيل، ودعمتها فيما وصفته بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وقد انحازت السلطات الألمانية على غرار غالبية الدول الأوروبية، بشكل منقطع النظير إلى إسرائيل. كما أن الأحزاب السياسية الألمانية سلكت الطريق ذاته، وسعت إلى إخماد الأصوات الداعمة لفلسطين، عبر محاولة حظر المظاهرات المنددة بالحرب ووضعِ كل من ينتقد إسرائيل في خانة معاداة السامية.
ففي برلين، اقتحمت الشرطة الألمانية مؤتمرًا يدعو لنصرة أهالي غزة، وقطعت فعالياته التي كانت تبث على مواقع التواصل، ثم قامت بقطع التيار الكهربائي داخل المبنى حيث أقيم المؤتمر، واعتقلت ثلاثة أشخاص بينهم ناشطان يهوديان من أجل السلام.
كما أقامت الشرطة الألمانية حواجز أمنية ومنعت الناس من الدخول إلى المبنى، وأصدرت بيانًا برّرت فيه ما أقدمت عليه بأنها مكلفة رسميًا بمحاربة تجمعات معاداة السامية.
ولم تكتف الشرطة الألمانية بإيقاف بث المؤتمر وقطعِ الكهرباء ومنعِ المشاركين من الدخول، بل حظرت أيضًا مشاركة الطبيب الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، في المؤتمر ومنعته من دخول أراضيها بشكل مطلق.
ونشر الدكتور غسان أبو ستة تغريدة قال فيها: “لقد تمت دعوتي لإلقاء كلمة في مؤتمر في برلين حول عملي في مستشفيات غزة، لكن منعتني الحكومة الألمانية من دخول البلاد”.
وأضاف: “إن إسكات شاهد على جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية يزيد من تواطؤ ألمانيا في المذبحة المستمرة”.
بدورهم، نشر القائمون على المؤتمر تغريدةً على منصة إكس قالوا فيها: “إنّه يوم حزين للديمقراطية، الشرطة الألمانية اقتحمت مكان انعقاد المؤتمر وأجبرتنا على قطعِ البث المباشر للحدث”.
وأضافوا: “على الرغم من قمع المؤتمر الفلسطيني، فإن حب حياة الفلسطينيين سينتصر على حملة الموت التي يمثلها تواطؤ ألمانيا في الإبادة الجماعية”.
وقبل انعقاد المؤتمر بفترة، طالبت وسائل إعلام وساسة ألمان السلطات بالتدخل ومنع عقده، لا سيما وأن نشطاء في المجتمع المدني ومنظمات فلسطينية ويهودية هي من نظمت الحدث لتسيلط الضوء على دور ألمانيا في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وقد لاقت الحادثة تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب ماركوس أوريليوس: “هذا أمر مشين.. ألمانيا لم تتعلم الدرس”.
أمّا أحمد حسنين، فعلق بـ: “ألمانيا مثيرة للشفقة فيما يتعلق بهذا الأمر.. مثيرة للشفقة تمامًا”. وقال محمد المومني: “هذه هي الديمقراطية التي صدعوا بها رؤوسنا”.
المصدر : العربي