هناك شيء واحد لا يمكن لأحد أن ينافس ولي العهد السعودي فيه، هو الإنفاق المفرط، وبصورة مستمرّة، على مرّ السنين، بحسب تقرير لموقع “ذا ريتشست”، أو “الأثرى”.
وعلى الرغم من أنّ ولي العهد السعودي غالباً ما يقوم بشراء مقتنياته، عن طريق وكيل، وبصورة سرّية، فإنه تمّ أكثر من مرة كشف حقيقة الشخص الذي يقف خلف أهم الصفقات التي أُجريت مؤخراً ضمن إطار المشتريات الخاصة والفخمة، ليتبيّن في النهاية أنّ هذه المشتريات تعود إلى شخص ولي العهد السعودي. فما أبرز المقتنيات التي يمتلكها؟
قصر لويس الخامس عشر في فرنسا
في عام 2015، تمّت صفقة شراء قصر لويس الخامس عشر في فرنسا في مقابل مبلغ قياسي بلغ 300 مليون دولار، عبر وكيل، ومن جانب مشترٍ غامض.
في ذلك الوقت، أُطلق على القصر لقب “أغلى منزل في العالم”. ووفقًا لمجلة “إنسايدر”، فإنه يشتمل على أنظمة صوت وأضواء وتكييف يتمّ التحكم فيها، كلها، بواسطة جهاز “آيفون”. كما يضمّ القصر قبواً للنبيذ ومسرح أفلام وممراً مائياً مع غرفة شفافة تحت الماء.
وتمّ الكشف لاحقاً، بحسب عدة مصادر، عن أنّ ولي العهد السعودي هو المالك الجديد للقصر.
اليخت “سيرين”
يمكن ليخت “سيرين” الفاخر، والذي يبلغ طوله نحو 135 متراً، أن يستوعب ما يصل إلى 24 ضيفاً في 15 “كابينة”، بالإضافة إلى أكثر من 50 فرداً من طاقم العمل. ويتضمن عدداً من أحواض السباحة وأحواض الاستحمام الساخنة، ومهبطين للمروحيات، بالإضافة إلى حظيرة لطائرة مروحية، وصالة ألعاب رياضية، ومسرح سينمائي.
وكان اليخت ملكاً لملياردير روسي، وسبق أن تمّ تأجيره للملياردير الأميركي بيل غيتس في مقابل 5 ملايين دولار أسبوعياً. وعندما كان اليخت في فرنسا، أعجب به ابن سلمان واشتراه في مقابل 500 مليون دولار.
شركات نقل خاصة
على الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن وسائل النقل الخاصة بولي العهد السعودي، فإنّ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية يمتلك 5% من شركة “أوبر” العالمية للنقل، لكن من غير المرجح أن يستقلّ الأمير السعودي سيارة “أوبر” في أي وقت قريب.
ففي أوائل عام 2023، ذكرت صحيفة “ذا واشنطن إكزامينر” أنّ ابن سلمان كان مالكاً لشركة “سكاي برايم أفييشن”، وهي شركة الطائرات الخاصة، التي تمّ استخدامها من أجل إخراج قتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي من تركيا، في عام 2018.
لوحة “مخلص العالم” لدافينشي
أثار بيع لوحة “مخلص العالم” لدافينشي، في المزاد، في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، في مقابل 450 مليون دولار، اهتمام الصحف العالمية، وبقي المشتري مجهول الهوية فترة، لكن تبيّن لاحقاً أنه ولي العهد السعودي.
يُشار إلى أن هذه اللوحة لم تُعرَض على الملأ منذ بيعها، ولا معلومات عن مكان وجودها في الوقت الراهن، ولو أن ثمة من أفاد بأنها موجودة في يخت الأمير محمد بن سلمان الخاص.
وكان تاجر أعمال فنية في نيويورك اشترى اللوحة عام 2005، وكانت في حال سيئة، في مقابل 1175 دولاراً، ورُمِمَت في الولايات المتحدة، ثم عُرضت في “ناشيونال غاليري” عام 2011، وبيعَت بعد ذلك لمتمول روسي، بادر هو الآخر إلى إعادة بيعها.
شركة نفط عملاقة
وصلت شركة النفط العملاقة، التي تملكها السعودية، “أرامكو”، إلى تقييم قياسي، بلغ تريليونَي دولار في عام 2019، الأمر الذي يجعلها الشركة الأكثر قيمة وربحية في العالم، والمالك الحقيقي لهذه الشركة ليس سوى ولي العهد السعودي.
تُقدَّر ثروة العائلة المالكة السعودية مجتمعةً بنحو 1.4 تريليون دولار، يتقاسمها نحو 2000 فرد ينتمون إليها.
شركة ترفيه
تمتلك شركة تطوير الألعاب الإلكترونية (EGDC)، التي يمتلكها ابن سلمان، 100% تقريباً من شركة التطوير اليابانية، SNK، إذ يهتم الأمير منذ فترة طويلة بصناعة الترفيه.
وأمضت السعودية أعواماً في الاستثمار في الرياضات الإلكترونية والألعاب، في شركات مثل SNK وActivision Blizzard وNexon، من أجل توسيع نطاق سيطرتها على مختلف الصناعات العالمية.
نادي “نيوكاسل يونايتد” لكرة القدم
عبر الصندوق السعودي للاستثمار، اشترى ابن سلمان نادي “نيوكاسل يونايتد”، الذي يلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، الأمر الذي جعله أغنى نادٍ في إنكلترا.
ومع وجود ممول للنادي أثرى من أي مالك محتمل آخر، فإن الفريق في وضع يسمح له بتصيّد كبار الرياضيين، فبدأ تشكيل الفريق الجديد في عام 2022 مع مزيد من التغييرات في الأفق.
وعلى الرغم من الاتفاقات التي تنصّ على أنّ المملكة العربية السعودية “لن تشارك في صناعة قرارات النادي”، فإن الوقت وحده سيخبرنا بذلك.
جزر خاصة في المالديف
يُشتهر عن العائلة المالكة في السعودية إمضاء أفرادها عطلاتهم في جزر المالديف، بالإضافة إلى رحلات السفر الفاخرة الأخرى، إذ ليس من المفاجئ أن يقوم ولي العهد السعودي بدعوة العشرات من الأصدقاء والشركاء إلى إمضاء عطلة نهاية الأسبوع في الفيلا الخاصة به في المالديف.
وتسمح الجزر، التي يمتلكها القطاع الخاص، لابن سلمان وعائلته بالاسترخاء والاستجمام بعيداً عن المصوّرين والمتطفلين ومتصيدي المشاهير.
وتأتي المعيشة المترفة للعائلة السعودية المالكة على حساب فئات الشعب الفقيرة في المملكة، والتي لا يتمّ التطرق إليها في وسائل الإعلام المحلية أو العالمية عادةً، بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على السعوديين.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عام 2012، تقريراً، نادراً ما يتم نشر مثيل له، بشأن تزايد معدلات البطالة والفقر في السعودية. وأشارت إلى أن “ما بين مليونين وأربعة ملايين سعودي يعيشون على أقل من 530 دولاراً شهرياً، أي 17 دولاراً يومياً”، وأنّ “الدولة تخفي الفقر بصورة جيدة”.
الجدير ذكره أنّ صحيفة “وول ستريت جورنال” أشارت، قبل شهر تقريباً، إلى أنّ صندوق الاستثمارات العامّة السعودي يتّبع “استراتيجية غريبة”، إذ حصل على قرض، قيمته 17 مليار دولار لمدة 7 أعوام، لتساعده على تسديد قرض، قيمته 11 مليار دولار، منذ عام 2018.