نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، اليوم الخميس، مقالاً تحدثت فيه عن فرنسا في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلةً إنها أصبحت غير ذات صلة جيوسياسياً.
ورأت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي يعتقد أنه يجمع بين “العبقرية الإستراتيجية لنابليون، والمكر الدبلوماسي لتاليران، والمكانة البطولية للجنرال ديغول”.
كما أشارت إلى أن ماكرون جعل نفسه مثاراً للسخرية، على المسرح الدولي. وحوّل فرنسا إلى مكان غير ذي صلة جيوسياسياً، ونفّر حلفاءه منه بعد زيارته إلى الصين.
ولفتت “التلغراف” إلى أن محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ كانت بمثابة انتصار للصين، قائلةً إن بكين غازلت الرئيس الفرنسي بمعاملته باعتباره الزعيم الفعلي لأوروبا، ووضعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في موقف حرج.
ووفقاً للصحيفة، ناقش ماكرون وشي قضية تايوان “بشكل مكثف”، مشيرة إلى أنه اتخذ نهجاً أكثر تصالحياً مع بكين من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
أما مواقف الرئيس الفرنسي بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه تايوان والوصول الدولي إلى بحر الصين الجنوبي، بحسب “التلغراف”، “تبقى غير معروفة لكنها قد تكون عدائية”.
واعتبرت أن ماكرون قد يبرر استرضاءه لشي كخطوة نحو “الحكم الذاتي الاستراتيجي” لأوروبا، مؤكدةً أن هذا مفهوم غامض فقد مصداقيته بعد الحرب في أوكرانيا.
ووفق الصحيفة، يبدو أن رؤية ماكرون خلطت ما بين المصالح الأوروبية والمصالح الفرنسية، وهو ما أثار غضب واشنطن عبر اقتراحه أن تتجنب أوروبا الانجرار إلى صراع بشأن تايوان، وبدلاً من ذلك دعا الاتحاد الأوروبي لأخذ دوره باعتباره “القطب الثالث” بين واشنطن وبكين، بحسب الصحيفة.
ووفقاً لما جاء في المقال، اعتُبرت ملاحظات ماكرون استفزازية للغاية، لدرجة أن مكتب الإليزيه الصحفي حاول فرض الرقابة حتى على النسخة الإنكليزية، مؤكدةً أن هذه ليست المرة الأولى التي يبث فيها الرئيس الفرنسي الشقاق في التحالف الغربي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى داخل الاتحاد الأوروبي تم تأجيج الانقسامات بين فرنسا ودول أوروبا، “التي لا تشاركه أوهامه”، قائلةً إن صمت ماكرون بشأن تايوان، “يظهر فشله في ردع بوتين عن بدء حرب كانت له عواقب وخيمة على إمدادات الطاقة الأوروبية والعالم”.
واعتبرت الصحيفة أن أي حرب بين الصين وتايوان ستتسبب بمزيد من الاضطراب للاقتصاد العالمي.
ومن خلال تقويض الجبهة الغربية الموحدة ضد بكين، “يخاطر” ماكرون بجعل هذا السيناريو أكثر ترجيحاً.