هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، تركيا وفنلندا والسويد بتوقيع مذكّرة ثلاثية، تمهّد الطريق أمام حلف شمال الأطلسي لدعوة فنلندا والسويد إلى الانضمام إلى الناتو في قمة مدريد.
وقال بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض: “عندما رحبت بالرئيس ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون في البيت الأبيض الشهر الماضي، أخبرتهما بأنّ الولايات المتحدة تدعم عضويتهما بقوّة. فنلندا والسويد دولتان ديمقراطيتان قويتان بجيوش ذات قدرة عالية، وعضويتها ستعزّز الأمن الجماعي لحلف الناتو وستفيد التحالف عبر الأطلسي كله”.
وأضاف: “أتطلّع إلى العمل مع الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ، وحلفائنا والكونغرس، لضمان أن نتمكّن من الترحيب بهما بسرعة في تحالفنا. في الوقت الذي نبدأ فيه قمة الناتو التاريخية هذه في مدريد، أصبح تحالفنا أقوى وأكثر اتحاداً وعزماً من أي وقت مضى.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس الفنلندي: إنّ تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، بعد عقد لقاء، في مدريد، قبيل قمة حلف الناتو، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيسة الوزراء السويدية.
وجاء في بيان الرئاسة الفنلندية أنه “نتيجةً لهذا اللقاء، وقَع وزراء خارجية البلدان الثلاثة على مذكرة ثلاثية، تؤكد دعم تركيا دعوة فنلندا والسويد لتصبحا عضوين في حلف الناتو، خلال القمة المنعقدة في مدريد، وسيتفق الحلفاء خلال اليومين المقبلين على خطوات محددة لانضمامنا إلى الناتو”.
“واشنطن لم تقدّم أي تنازلات لتركيا”
وأكّد البيت الأبيض أنّه لم يقدّم “أيّ تنازلات لتركيا لضمان إعطاء الضوء الأخضر” لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول كبير في الرئاسة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، لصحافيين إن “الجانب التركي لم يطلب شيئاً من الأميركيين لتقديم تنازل معيّن”، مضيفاً أنّ قرار تركيا “يوفّر دفعاً قوياً” لوحدة الحلف.
وشدّد المسؤول على أنّ قرار أنقرة رفع الفيتو هو ثمرة اتفاق ثلاثي: تركي-فنلندي-سويدي، ولا علاقة لواشنطن به، معقباً بأنْ “ليست هناك أيّ صلة بين المطالب التركية من الولايات المتحدة وهذا الاتفاق، فهو حصراً بين الدول الثلاث: تركيا وفنلندا والسويد، أما الولايات المتحدة فليست جزءاً منه”.
ولفت المسؤول إلى أنّ بايدن رفض أن تكون الولايات المتحدة “وسيطاً” بين تركيا وفنلندا والسويد، أو أن تكون “في وسط” الاتفاق الذي توصّلت إليه هذه الدول الثلاث، ورأى أنّ الرئيس الأميركي يستحقّ الثناء على الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلها خلف الكواليس للتوصل إلى هذه النتيجة، معتبراً أنّ بايدن هو الذي “مدّ يده” إلى فنلندا والسويد لبدء المناقشات بشأن انضمامهما إلى الناتو.
وأضاف: “بمجرّد أن أعربت تركيا عن معارضتها لانضمام الدولتين الاسكندينافيتين بدعوى أنّهما يؤويان ناشطين من الكرد المناهضين لها حتى بدأت إدارة بايدن ببذل جهود دبلوماسية لرفع الفيتو التركي”.
وقال المسؤول في البيت الأبيض: إنّ بايدن ونظيره التركي تحادثا هاتفياً، أمس الثلاثاء، وسيلتقيان اليوم، مشدّداً على أنّ الرئيس الأميركي “حريص” على إحراز تقدّم في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.
وتركيا عضو مهمّ في الحلف الأطلسي، وتتمتّع بموقع إستراتيجي حسّاس، لكنّ علاقاتها غالباً ما تتّسم بالتوتّر مع شركائها الأوروبيين وواشنطن.