ذكر مقال للباحث حليم بوعمري، نشره المركز العربي الديمقراطي، أنّ الانقلابات العسكرية التي حصلت بشكل متكرر مؤخراً في القارة الأفريقية، بات يمكن اعتبارها مؤشراً على تراجع النفوذ الفرنسي فيها، وعاملاً في تأكل دور الدولة الاستعمارية.
ورأى بوعمري أنّ المشهد الأفريقي “بدأ يتغير خصوصاً مع تغير السلطة في مالي وفي دول مجاورة، بشكل صبّ في غير مصلحة فرنسا، وفتح الباب أمام امتداد نفوذ قوى أخرى أبرزها روسيا”، لا سيما أنّ “الموقف الفرنسي من الانقلابات التي جرت في عدة دول أفريقيا كان مكشوفاً، فأيّدت من وجدت أنه في مصلحتها فيما عارضت من رأت فيه غير ذلك”.
لكنه لفت إلى أنّ “ما لم يدركه الفرنسيون هو أنّ أفريقيا تتطور، في حين أن الذهنية الاستعمارية لدى باريس لم تتطور بالقدر نفسه، فاستمرّت تنظر إلى القارة السمراء باعتبارها منجماً للثروات ومصدراً للاستفادة فقط”، مشيراً إلى أنّ “الأفول الفرنسي في أفريقيا لم يرتبط فقط بتصرفات فرنسا أو قراراتها، وإنّما وجد بعض روافده في قوى دولية بدأت تصوّب أنظارها نحو القارة السمراء وتأمل أن تنال هي الأخرى بعض المكاسب، بعد أن كانت فرنسا هي اللاعب الوحيد في أفريقيا.
من التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل أثبتت لشعوب المنطقة فشل باريس في جلب الاستقرار وتداول السلطة في المنطقة، بعد أن تمددت الجماعات المُسلحة إلى مناطق لم تكن تحلم بها قبل 2013”.
وختم بوعمري مقاله بأنّ “ترنُّح النفوذ الفرنسي في أفريقيا يبقى مرشحاً لمزيد من الإخفاقات بسبب استمرار باريس في تعاملها مع القارة السمراء بنظرة أمنية استعمارية خالية من أيّ بعد اقتصادي”، لكنه قال إنّ “عمق الولاء الثقافي للنخب العسكرية والسياسية والمالية في أفريقيا لفرنسا، يبقى عاملاً مفسراً لاستمرار امتداد النفوذ الفرنسي في قارة أفريقيا حتى الآن.