يواصل “جيش” الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على جنين في الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، والذي أدّى إلى ارتقاء 7 شهداء، إضافةً إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة.
ووسّع “جيش” الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، ليشمل معظم الأحياء، حيث قصف الليلة، بصاروخ “إنيرجا”، منزلاً في الحي الشرقي، ما أحدث دماراً كبيراً فيه، كما حاصر في نفس الحي عدداً من المنازل، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة، برفقة عدة جرافات تقوم بتدمير البنية التحتية.
وفي الحي الشرقي من مدينة جنين، تصدّى الشبان لقوات الاحتلال التي حولت عدداً من المنازل إلى نقاط عسكرية، وشنّت حملة اعتقالات في صفوف المواطنين، وفرضت حصاراً كاملاً على الحي بإغلاقها جميع مداخله بالآليات العسكرية والجرافات.
كما قصفت قوات الاحتلال منزلين في مخيم جنين يعودان لعائلتي العموري والسمور، ومنعت الدفاع المدني من الوصول إلى المكان للسيطرة على الحريق، إلى جانب شنّها حملة مداهمات واسعة للمنازل في حيي الدمج والحواشين في المخيم.
وأيضاً، قصفت قوات الاحتلال منزل القيادي في كتيبة جنين عدي بعجاوي داخل المدينة بالقنابل الحارقة.
وأفادت وسائل إعلام محلية، باعتقال الاحتلال وائل وموسى وبشار الحريري، إخوة الشَّهيد وئام الحريري، بعد أن عاثوا خراباً في المنزل بمدينة جنين. وأيضاً اعتقل الاحتلال الأسير المحرر نادر مساد بعد اقتحام منزله في بلدة برقين غربي جنين.
في غضون ذلك، أعلنت مديرية التربية والتعليم في جنين، التحوّل إلى التعليم الإلكتروني من بُعد في مدارس المدينة ومخيمها، وأي بلدة يكون فيها اقتحام لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتزامن مع اقتحام جنين، اقتحم الاحتلال مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، وبلدة نعلين غربي رام الله، وأيضاً مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، ومخيم العروب شمالي الخليل.
وكان قد أُعلن مساء الثلاثاء استشهاد الشاب رشاد محمد تركمان (18 عاماً)، متأثراً بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ليرتفع عدد الشهداء منذ فجر الثلاثاء إلى 7.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب فؤاد عماد عباهرة (36 عاماً) في إثر منع الاحتلال مركبة الإسعاف من نقله إلى المستشفى لمدة نصف ساعة، بعد إصابته في الفخذ وتركه دون علاج، بينما استشهد الطفل المريض أحمد محمد سمار (13 عاماً) بعد إعاقة الاحتلال وصوله لتلقي العلاج في مستشفى الشهيد خليل سليمان.
وأظهر مقطع فيديو والد الطفل سمار يحمله في أحضانه ويسير على قدميه لنقله إلى المستشفى، لكنه توفي بين يديه.
وقبل ذلك، صباح الثلاثاء، أعلن استشهاد 4 شبان هم: رفيق الدبوس، ومحمود أبو سرور، وبكر زكارنة، وثائر أبو التين، جراء استهدافهم بشكل مباشر بقصف لطائرات الاحتلال المسيّرة، في حي السيباط بمدينة جنين.
أتى ذلك بالتزامن مع محاصرة قوات الاحتلال مستشفيات: ابن سينا، وجنين الحكومي، والرازي، ومنعت سيارات الإسعاف من نقل الشهداء.
كما شهدت مدينة جنين ومخيمها دماراً واسعاً في البنية التحتية، حيث دمرت قوات الاحتلال دوار الأسير الشهيد كمال أبو وعر في حي الجابريات في جنين، ودوار الشهيد في حي البساتين، ودوار الشهداء في حي المراح في جنين، وقصفت منزلاً ومحلاً تجارياً في المخيم.
ويالتزامن، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، بعد مداهمتها منازل المواطنين في مدينة جنين ومخيمها.
وقال نادي الأسير، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ صباح الثلاثاء أكثر من 100 مواطن من جنين ومخيمها كحصيلة أولية، فيما جرى الإفراج عن عدد منهم بعد تعرضهم لعمليات تحقيق ميداني، بينما عمليات الاعتقال لا تزال مستمرة.
ويُصعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن الضفة الغربية منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، ويشنّ حملة اعتقالات واسعة، وسط تصاعد الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.